الكاميرا الخفية..

Photo

أنا لم أشاهد الكاميرا الخفية، ولن أشاهدها، فذاكرتي قوية تجعلني أعرف الرجال من أشباه الرجال من الخونة والعملاء، عرفتهم زمن الجمر والاستبداد، وفي قمة المعلومات 2005 كانت محطة فاصلة،

وعرفتهم في محنتي السجنية في إنتفاضة الحوض المنجمي 2008، اليوم لا أحتاج من غلمان المافيات الإعلامية والمال الفاسد أن يشكلوا قناعاتي بتصنيف الرجال،

وما أقرأه اليوم من حملات الإدانة والتخوين لكل من هب ودب تجاه بعض رموز النضال يثبت قصدية البرنامج وسوء نواياه، فأقول لهم هناك مشروع في مجلس النواب إسمه "قانون تجريم التطبيع" لا يزال في الرفوف…

ويبقى الأمل..

رغم الإنتكاسات التي عرفتها الثورة التونسية حين تلتقي رجعيتان: رجعية الإسلام السياسي ورجعية الدولة الوطنية الشمولية، فإن الأمل بالتغيير لا ينقطع لدي، هي صحوة الإنسان التونسي والعربي،

صحوة الإنسان المضطهد تقاوم هذه الردة بلا كلل أو ملل، صحوة قد تطول كثيرا لكن ثمرتها لأجيال لاحقة، وفي تونس أرى الضوء دائما يلوح في نهاية النفق، لأن التضحيات التي قدمها التونسيون أفرادا وهيئات تجعلني أتفاءل كثيرا.

تاريخ كبير من تضحيات الأفراد بين السجون والتعذيب والنفي والإغتيال مسنودة بتضحيات الهيئات من أحزاب وجمعيات ونقابات تحارب وتقاوم..

أشعر بالفخر لأننا في تونس نملك جمعية القضاة التونسيين، ونقابة الصحفيين التونسيين، والرابطة التونسية لحقوق الانسان وعمادة المحامين الشبان… فلن يكون القضاء مفسدة مطلقة، ولن يكون الاعلام مزبلة نتنة، ولن يعذبوا موقوفا في دهاليز الظلام…

مازال هناك من يفضحهم ويعريهم ليكشفهم فيخلق وعيا مناضلا وأملا باقيا…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات