الصهيونية تقف مع اي فكر واي توجه سياسي المهم ان يكون مساندا لها او صامتا تجاهها

Photo

فهل ستجرم تونس التطبيع مع اسرائيل ؟

بعض الاصوات من هذا الحزب او ذاك تتهم الاطراف الاخرى بالروح الصهيونية او التقرب الى اسرائيل ..فهذا اليساري يقول ان النهضة صهيونية ..والنهضاوي يقول بان الصهيونية مرتبطة بالفكر اليساري والثقافة الاشتراكية .

وأنا اقول :

الصهيونية لا علاقة لها بتوجهات الاحزاب ولا بأهداف الاحزاب ولا بالنظريات السياسية ولا بمدارسها ومناهجها ..همها الوحيد ان يكون هذا الحزب او ذاك معها او ان لا يحاربها عل. الاقل ...ولا يعنيها ان كنت رأسماليا او اشتراكيا ..دستوريا او شيوعيا ..قوميا او عالميا ..ديمقراطيا او ديكتاتوريا ...شخصا او مجموعة او حزبا او حركة او فنانا او مفكرا جنديا او مدنيا ...امنيا او ديوانيا المهم ان تقف معها ..وتساندها او لا تعبر عن الوقوف ضدها.

عندها شعار واحد ترفعه لإسقاط الجميع في حبالها وفي يدها دوما الحقائب الملآنة بالمال القذر ..وهذا الشعار سياسة كاملة .وفكرا قائما ...مرتكزا على هذه الكلمات.

كن ما تريد...وكن في اي موقع …

المهم ان تكون مع الكيان الصهيوني الغاشم ..وان تكون مع قيام اسرائيل الظالمة الاستعمارية العنصرية .... ولذا فها انت ترى ان النهضة لم توافق على تجريم التطبيع في حين ان اليسار طالب بها بقوة ..رغم ان اليسار متهم بأنه من انصار قيام الدولة الاسرائيلية منذ المنتصف الاول من القرن العشرين .فما قولك .

ها ان النهضة لا تريد قانونا يتضمن معاقبة من يقترب من اسرائيل ويسافر اليها ..ويتعامل معها وابحث معي ستجد ان في الاحزاب كلها وبكل روائحها من يقف مع اسرائيل منذ اكثر من نصف قرن وهو من حزب الدستور او المعارضة بكل انواعها ..

اقول ذلك جازما وان كنت لا اعرف تونسيا واحدا بعثيا يساند اسرائيل... في كل حزب هناك من لا يرى فلسطين ..وهناك من يرى قيام دولتين ..وهناك من يقترح دولة اسراطين كما قال القذافي .دولة يعيش فيها الاسرائيليون والفلسطينيون معا…

وهناك من يهرول كما قال نزار قباني وأيضا محمود درويش نحو اجراء المفاوضات مع اسرائيل بشكل منفرد دون ان تكون في مخيلته وفكره فلسطين مثل اهل الخليج ومصر .. وفي كل هذه التوجهات تجد من هنا ومن هناك.

مع التأكيد ان اسرائيل تبحث عن حزب ..وإذا ام تجده تبحث عن اشخاص فيه لإسقاطهم ..وتبحث عن مؤسسة وإذا لم تتمكن منها تبحث عن اشخاص فيها تورطهم معها ..ويصبحون في خدمتها ..وتبحث عن جامعة ..وإذا لم تجدها تبحث عن اساتذة فيها تستضيفهم وتفتح الافاق امامهم وتكون وراء انتداباتهم في الخارج..وتجري معهم من اجل اسنادهم الجوائز دون غيره فيكونون لها اصواتا في الوسط الجامعي ..وفي الوسط الثقافي والفكري ..

ونحن نعرف ان في تونس اساتذة وباحثين يسافرون الى اسرائيل ويلقون فيها المحاضرات ..و يجدون في الغرب مساندة لهم في كل شيء لان صهاينة العالم يعرفون من هم ويعرفون من هم اصدقاءهم ..فيسعون الى شد ازرهم والتفاعل معهم والتسبب في رواجهم ونجاحاتهم التي يتصور الناس انها من قدراتهم وهو لا يعرفون انها من القدرات الصهيونية.

ولذا لا يوجد حزب في تونس لا يضم بين ظهرانيه مساندين لإسرائيل ولذا ليس عليهم ان يزايدوا على بعضهم البعض ..فلا حزبا في هذا المجال افضل من غيره في تونس إلا بالابتعاد عن اسرائيل ..اشخاصا ومجموعات ..فالسياسة الصهيونية تعتمد على شراء الانصار وارشاء اصدقائها ..والتعمق في اغراق الحاكمين بالمال القذر حتى يصبحوا فاعلين في مساندة اسرائيل او على الاقل عدم تنظيم الحملات الاعلامية ضدها و العمل على منع المظاهرات التي تقوم ضدها ..

وهذا اكبر مغنم لها وقد حققته منذ زمان.

فانظر الى من يساند اسرائيل اليوم اكثر من غيرها من العالم العربي ؟!... اليست السعودية حيث الحرمين الشريفين .نعم حيث الحرمين الشريفين .ومن ورائها كامل الخليج ..ومصر والاردن. فهل بعد هذا نقول ان كل من يحب الصهيونية يكره النهضة ...؟؟!! او ان النداء يجمع الصهاينة ..او ان اليسار وطني حتى النخاع من هذه الناحية .

المسالة تحتاج التدقيق والبحث الموضوعي.

وان تونس اذا ارادت ان تحمي نفسها وأبناءها ضد الصهيونية وتمنعهم من السقوط في براثن الموساد ان تصدر قانونا لا يجرم التطبيع فقط ..بل تجرم الدراسات والبحوث التي تفرش البساط الاحمر تحت اقدام الصهيونية لتتسرب قطرة قطرة في البلاد وفي مفاصل الدولة.

وها انكم تشهدون برنامجا تلفزيونيا قريبا جدا من الصهيونية ..والحكومة لا تفعل شيئا بل ان وزارة الداخلية قامت هذه الايام بتعيين من يحمي ذاك القرد غفراش الذي عبّر في برنامج كاميرا شالوم عن رغبته في التعامل مع إسرائيل ومع الموساد الاسرائيلي وللاستعداد من جهته لمساعدة الكيان الصهيوني على اسقاط احزاب وزعماء تونسيين لفائدتها..يعني ذلك انه لا وجود لرغبة حقيقية في التعامل بصدق مع تجريم التطبيع ....

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات