صرح أمين عام حزب المسار ووزير الفلاحة سمير بالطيب عقب حضوره اجتماع« لجنة الرؤساء » بقصر قرطاج، بأن حركة نداء تونس تعد أكبر المعارضين لمواصلة حكومة الشاهد لعملها »، وأضاف أن المكونات الأربعة التي لم تمض على وثيقة قرطاج 2 هي « حركة نداء تونس » وحزب الاتحاد الوطني الحر واتحاد الشغل واتحاد المرأة، لأنها اشترطت رحيل حكومة الشاهد قبل الاتفاق حول مضمون وثيقة عمل هذه الحكومة.
في السياق ذاته، اعتبر بالطيب أن تونس لن تتحمل مرحلة بثلاثة أوأربعة أشهر يتم خلالها التباحث حول تشكيل حكومة جديدة وتبقى حكومة الشاهد في تلك الفترة حكومة تصريف أعمال، مبينا أنه « يُفضّل بقاء حكومة الشاهد التي بدأت تحقق نتائجها المرجوة مع القيام بتحوير في تركيبتها إثر تقييم مفصل لعمل جميع الوزراء »، حسب قوله في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء.
اختارالوزير سمير بالطيب في هذا الاجتماع ان يعوض جنيدي عبد الجواد الذي كان يمثل حزب المسار في مفاوضات وثيقة قرطاج2 . فالآن لم يعد ممكنا ان يترك لعبد الجواد المجال وهو الذي يبدو شبه متردد في ما يخص بقاء الشاهد من ذهابه.
مع العلم انه على خلفية ما تم تداوله بخصوص عدم تمكن مصالح رئاسة الجمهورية من الاتصال بجنيدي عبد الجواد المنسق العام لحزب المسار للحضور في اجتماع الموقعين على وثيقة قرطاج الذي التأم امس تحت إشراف الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية، نفى عبد الجواد في تصريح لتونس الرقمية الخبر ( اذا تأكد امر هذا التصريح ) مشددا على أنه تم الاتصال به وأعرب عن موافقته للحضور لكن تبين فيما بعد أن سمير بالطيب وزير الفلاحة الحالي وأمين عام حزب المسار قد اتصل برئاسة الجمهورية وأعلمها بأنه سيحضر عوض عبد الجواد باعتبار أنه أمين عام الحزب وهو ما تم فعلا.
أي مهزلة هذه واية فضيحة ؟
الان كان لابد لعضو الحكومة ان يحضر بنفسه ليدافع عنها بأظافره وأنيابه وهو المزروع زرعا في حكومة وحدة وطنية ممثلا لحزب لا وجود له في البرلمان هجره اكثر مناضليه حتى صار اقرب الى المعلم الاثري الشاهد على كثير من الخراب وفعل الزمن في هيكل شبه ميت ليس فيه من حياة غير بعض انفاس تتردد قبل لحظة الرحيل الأخير.
يا له من مشهد سريالي غريب في لوحة غريبة في نظام شبه برلماني ضيع بوصلته ليعيدنا الى زمن الرئيس الأوحد والحكمة الربانية المعطاة لشخصه المفدى يقرر وحده في اخر المطاف بمعزل عن مجلس نيابي عاجز تحول الى ديكور او غرفة انتظار باردة يعبر منها الممثلون الفاشلون الى كواليس القصر المسكون بلعبة السياسة ونفود العائلات ودسائس البلاط.
فلنترض لحظة ان هذا الوزير الذي يناقش امر سيده بقاء او زوالا انه فضل زواله فكيف سيكون تصرفه لو اختار الممثلون الاخرون كآخر قرار لهم بوحي سيادته التمسك به ؟ .اي خلقيّة تحكم تصرفا مثل هذا ؟ أي انسجام بين مفاوض على الرحيل وجالس ينتظر صدور قرار المحكمة غير العادلة في شأنه لو كان القرار بالرحيل ؟ . أي شيء دفع بسمير بالطيب الى مثل الموضع ؟ وكيف يقبل ان يكون وزيرا في حكومة يتفاوض الناس بشأنها في اعتداء على الدستور وهو المختص في القانون الدستوري وفي نفس الموقع مع حركة النهضة التي صنع مجده الصغير من خلال شيطنتها ؟ وهل تقبل شهادته فيها وهو واحد منها و الحال ان رأيه معيّب بالانحياز والمصلحة ؟ ..وما موقفه مما صرح به الجنيدي عبد الجواد ؟.
بل كيف يمكن منطقا في الشخص الواحد ان يفعل وينفعل معا أي ان يكون ضمن الحكومة ويصدر حولها حكما لا يحركه فيه غير الخوف على مصيره قبل مصير سيده وهو الذي يعلم انه قذف به في وزارة استراتيجية معنية بقوت التونسيين في زمن الجفاف وغلاء الاسعار ونضوب الموارد ، لا شأن له بها وفي حكومة وحدة وطنية لا تعنيه ؟.
فقد عارض وجودها لتعوض حكومة الحبيب الصيد الى اخر لحظة قبل ان يعود اليه وعي المنصب فيعتليه حبا في المنصب اكثر من الاقناع بحكومات صارت أقرب الى نصف قطعة الليمون الجافة ما إن يعصر ماؤها القليل حتى يلقى بها في سلة مهملات التاريخ المزيف . ليس لها من الوحدة غير الاسم ..وما ابعد الأسماء أحيانا عن مسمياتها !…ويلي من بلاد صار فيها السياسيون محترفي مناصب وصيادي فرص ضائعة . وبطريقة لا مكياج فيها ولا مساحيق!