لنترك الخبراء يبحثون في الشأن الشائك في خصوص مؤامرات راس المال مع دولة الظل التي تفرز الحكومات والبرلمان لخصخصة المؤسسات التعليمية والمؤسسات الصحية والشركات العملاقة ...فهذه مسالة قد نعود اليها بعد التشبع من معين الخبراء ولا من ثرثرة المحللين المدعين للخبرة وهم ليسوا الا كمشة من الكذابين والمنافقين..
لكن علينا ان نتحدث مع المسؤولين الصغار قبل المسؤولين الكبار عن اخلالاتهم الكارثية بمسالة الدواء واسترجاع النفقات على الصحة.. لقد بلغنا حدا لا يطاق من الازمات الكنام لم تعد الكنام التي تعاملت معنا في بداياتها…
الان كل يوم نحسّ بالتراجع في كل خدماتها .وأصبحت هي نفسها كارثة ..وهو امر مقلق ومزعج ومهين ومقرف. فهل يعقل ان تتغير القوانين والنسب المائوية في خصوص النفقات ولا نعلم ..ولا نتمكن من الاطلاع على اخر القرارات.
كنا ندفع بأوراق المصاريف وننتظر مدة قليلة فتعود كامل المصاريف خاصة بالنسبة للحاصلين على التكفل بالنفقات في الامراض المزمنة. والآن لم نعد نعرف متى نسترجع النفقات وبأية نسبة ..وقد يتم تغييب عملية الاسترجاع اصلا لان القانون تغير بقرارات لا نعلم عنها شيئا ..ونضطر الى ان نقرا اللافتات في بهو الفروع والوكالات للكنام فلا نجد جديدا ..
بل نجد اخبارا وقرارات عن التداوي بالمصحات فندوخ في امرنا ..فباستثناء عمليات القلب في المصحات فان الكنام لا يتكفل بربع المصاريف للعميلات الجراحية في المصحات بل اقل من ذلك بكثير في بعض العمليات.
ما معنى كل هذا ؟!
ما معنى ان يصبح الحصول على حقوق عمرها عشرات السنين متعبا ..ويصبح استرجاع المصاريف نضالا قاتلا ..يدمر الاعصاب و يخرج الانسان من عقله .... هل يريدون قتل الناس بعد التركيز على الخصخصة …
وعلى ذكر القتل ..فأين الدواء؟!
هناك ادوية تغيب لمدة طويلة ..وقد يضطر الطبيب الى تغيير الدواء اقل اهمية او اقل تأثيرا او هو للتصبير في انتظار الدواء الاساسي او المطلوب ....
لا تقولوا هذه اشاعات ..
لقد اصبح المواطن يتجول من صيدلية الى اخرى فلا يجد ضالته .وقد يضطر الى مخابرة اصدقاء او افراد من العائلة في مدن اخرى لعل وعسى يجد هناك دواءه ..وهو يتألم وربما يضع نفسه في خطر .. اضف الى ذلك ان عدد كبيرا من الصيدليات لم تعد تتعامل مع الكنام فلا تسلم الادوية للحرفاء المرضى ولو كانوا حرفاء العمر.
والدواء المفقود احيان يكون خطرا على الصحة ويكون سببا في تدهور الحالات الصحية اذا لم نجده ..خاصة بالنسبة لأمراض السكر والدم والكوليستيرول ..والقلب ...وأوجاع الظهر والروماتيزم منها بعض انواع منها خاصة بالحقن فور وصول المريض الى المصحات او العيادات وهو يشكو من اوجاع الظهر …
لا اريد ان اسمي الادوية حتى لا اخطئ في ذكرها . ويكفي التنبيه .
وقد خابرني الكثير من الاصدقاء المرتبطين بمنظومة التكفل ..والاسترجاع معا ..وأكدوا انهم لا يجدون ادويتهم ..او لا يحصلون عليها من اقرب صيدلية لان الكثير منها غاضب من الكنام او هو خارج منظومة التعامل مع الكنام ...وقد اتصل بي الصديق الاستاذ البارز جمال حمادة المدير السابق للمخطوطات بدار الكتب الوطنية لقول لي بأنه مع ابنه تفرغا للبحث عن دوائه فلا يجدانه وإذا وجدا نوعا لا يجدان الاخر ..وهكذا ..مع التأكيد ان صيدليته التي يتعامل معها منذ سنوات رفض صاحبها تسليمه الدواء لأنه ليس مرتبطا بالمنظومة الكنامية.
يقول انه رأى مواطنا يتعامل مع الصيدلي في ذل وهو يكاد يتسول منه ذلك القلم الخاص بالحقن لمرضى السكر وهو يباع بالمجموعات ..وهي باهضة الثمن .ولا يقدر إلا شراء الواحدة تلو الاخرى وفق مداخيله.
فبالله عليكم يا وزراء الصحة و الشؤون الاجتماعية والمالية في هذه الحكومة متى يتوقف تصاعد غلاء اثمان الادوية .
فالمواطن لم يعد قادرا على الدفع ولو كان مرتبطا بالكنام ..المهم ان يكون صاحب مال ولديه ثمن الدواء وهو يتصاعد من شهر الى اخر .. ثم يأتي دور الكنام ..والله اعلم كيف يكون التعامل في خصوص دواء جينيريك ودواء اصلي .
وأمامي الان دواء tahor..اقتنيت العلبة منه قبل ثلاثة اشهر باثنين وثمانين دينارا ..ومنذ اسبوعين اصبح
بستة وتسعين دينارا للعلبة. الى اين ايتها الاسعار ؟! والى اين يا كنام ؟!
و متى يعرف المسؤولون في الحكومة والمؤسسات انهم يساهمون في تفقير الناس وفي قتل المرضى . وهو نائمون البعض ينتصر لحافظ والآخر ينتصر للنهضة وثالث يقف مع الاتحاد العام للشغل .لكن لا احد مع الشعب …لا احد ..