إن بيان الهايكا في شأن تجاوزات نسمة هو من باب رفع الملام ومن باب ذر الرماد على العيون . فلا وجود في الحقيقة لنية الاصلاح، بل هناك فقط نية صريحة لاستهداف طرف ايديولوجي معين وغض الطرف عن تجاوزات المافيا المحسوبة على "النمط المجتمعي التونسي" مهما كانت تجاوزاتها التي ترتقي أحيانا الى جرائم حق عام.
فالهايكا بتركيبتها الحالية لم يتجاوز دورها في إصلاح الاعلام دور بان كي مون في إصلاح الأمم المتحدة: تنديد وشجب واستنكار من جهة أولى وغياب - من جهة ثانية- لأية اجراءات عملية للتصدي لمافيات الاعلام ومرتزقتهم العابرين للايدلوجيات وللقنوات.
ولا شك في أن موقف الهايكا هو موقف منتظر- بحكم تواطئ هذه الهيئة مع المافيات الاعلامية في أكثر من مناسبة- وهو مل يعني في نهاية التحليل اصطفافا موضوعيا مع منظومة الفساد رغم كل العنتريات الفارغة التي تذكرنا بعنتريات شوقي الطبيب.