نشرت تدوينة تعليقا على المستجدات الوطنية وطريقة التفاعل معها تحت عنوان "الأوضاع ليست سهلة و لكننا لسنا جمهورية موز "اثارت كثيرا من الاسئلة لدى الاصدقاء ،فتفاعلت بهذه التدوينة الجديدة.
بصراحة سعيد جدا بما اثارته هذه التدوينة من سجال .عندما نكتب هدفنا اما الحقيقة او الصواب ،و بينهما فارق وفي سبيل ذلك يمكن ان نختلف و حتى ان نخيب امل بعض الأصدقاء. المهم ان نكون صادقين. اسوء الساسة هو الذي لا هم له إلا تلميع صورته.
كلما رأيت صوابا امض فيه ،لكن مع التواضع المناسب.
لماذا كتبت التدوينة ؟
وطنيا نعيش ضبابية كبرى ،وتراكما لملفات من شان اجتماعها ان تربك مسيرتنا:استتباعات انتخابات السادس من ماي ،الانقسام الحاد حول التغيير الحكومي،اعمل لجنة الحقوق الفردية وما يتوقع من نقاش حاد ان لم تتداركنا الحكمة.
هذا عالم "الفوق " !
اما الناس العاديون فقد أصدروا حكمهم بشأن المنتظم السياسي جملة و تطحنهم يوميات الحياة وخفة و لا مسؤولية السياسيين .
في هذا المناخ تروج الإشاعات بما يذكرنا بمراحل قاتمة في حياتنا السياسية قبل الثورة . في مثل هذا الوضع لا مجال للتردد:لا بد من الوضوح و الشفافية .و لكن ذلك لم يحصل ،وقد يكون هناك من يستفيد من حالة الغموض هذه لسبب او لآخر .
فكتبت ما كتبت نصحا و تحملا لما اراه نصيبي من المسؤولية.و بالطبع انا هنا لا اعوض أحدا. وهنا نأتي إلى المضمون الذي لم يرض بعض الأصدقاء.
أزعم اني لست ساذجا ولي من الذكاء ما لمتوسط القراء .
اعرف ان هناك داخل البلاد من لم يتشبع بعد بقيم الديموقراطية و التداول و اعرف ان هناك من قد تستهويه الأجندات الإقليمية او الدولية و اعرف ان هناك دولا يزعجها مسارنا الديموقراطي ومساهمة حركة النهضة فيه .
اعرف كل ذلك و لكن السؤال :ماذا يستطيعون فعله .
تقديري اننا بعد سبع سنوات من الثورة تعثرنا كثيرا و لكن حققنا ايضا اشياء .الحياة الديموقراطية تتصلب. الديموقراطية تنتقل من كونها تتطلعا ورغبة الى كونها وعيا ومن كونها وعيا الى كونها آليات وتأثيرا في موازين القوى .
اتابع هذه الأيام توزيعا جديدا للأوراق محوره الديمقراطية .اننا بصدد ،وأقول بصدد ،تجاوز خطوط الفرز القديمة باتجاه محاور جديدة:يمكن متابعة ما حصل من نقاشات حول العدالة الانتقالية و حول الهيئات الدستورية و اخيرا حول المستجدات الوطنية.
ومن ثم كانت رسالتي مزدوجة :
-للديموقراطيين اولا ان ثقوا في انفسكم،ثمنوا مكاسبكم وحافظوا على يقظتكم،فثورتكم لم تكن وهما.
-والى كل من له حنين الى وسائل الإدارة غير الديموقراطية في الداخل و المحيط ان التونسيين الطيبين قد تجاوزوا مرحلة ،وهم غير مستعدين للتفريط في حريتهم في تقرير مصيرهم بعد ان بذلوا الغالي و النفيس من أجلها.
فقط .
قد اكون متفائلا. و انا كذلك لأني مؤمن وجوهر الإيمان عندي التفاؤل ،و لأني سياسي ،و جوهر السياسي ايضا التفاؤل ،إذ أن رسالته تتلخص في هذه الجملة :الوضع صعب و غير مقبول و لكن يمكن تغييره و هذا ما اعمل عليه.
هذه رسالة كل مؤمن.
و هذه رسالة كل سياسي.
شكرا على إتاحة الفرصة للتفاعل .