في غياب المعارك الوطنية الجدية و المعبئة للطاقات يواصل عدد من "المدونين" و "المشتغلين " بالشأن العام في تونس تقليع الاشكاليات من حائط التفاهة لملء الفراغات و ممارسة هواية الاحتراب .
فيلسوفا الثورة و أحد اهم صانعي "الرأي " (العادم) بعد 14 ..مختار الخلفاوي "الهادي المهدي" و محمد بوغلاب "الصياح" أطلقا الجدل حول جواز قراءة الفاتحة و السجود و اداء الصلاة أثناء "لعب الكورة" و بعد تحديدهما "للاشكالية" انطلق "المحللون الراكضون" في الميادين المصنوعة للجدل و ارتفعت حرارة النقاش حتى بلوغها "نمط المجتمع" و علاقة الدعوي بالرياضي و "الاحتلال القطري" للمناصب الاساسية في الدولة التونسية العتيدة و انتصبت جبهات "المؤمنين " في مقابل "الكفار" و "الملحدين" و تم تبادل القصف في انتظار "تحيين" قادم "لاشكالية النقاش اليومي" من مطبخ "شمس البلومي".
تدوينة أعرابي مجهول من خليج الضحالة حول "البربر في المغرب الاسلامي " و تمنيه بهزيمتهم منحت "المستفيقين" بعد الثورة على "أمازيغيتهم" المزعومة فرصة لإلقاء جهلاتهم "اللاأكاديمية" حول تاريخ تونس و العلاقة بين بني هلال و عرب الجبال الأصليين و لن يحسم هذا الجدل إلا تدخل لشيخنا ابن الجزائر البيضاء المؤرخ عثمان سعدي حول "عروبة البربر" حتى لا يتحول الأمر في تونس من معركة بين "شباب و جمعيات مشبوهة" محمولة على "نظرية الظهير البربري الاستعماري" الى معركة بين آبائنا و أجدادنا في ربوع ورغمة و بني زيد حول العروبة و الاستعراب.
في سياق متصل عاد خطاب "الأمة المهزومة" و "العرب المهزومين" و "الحكام المهزومين " و يا جمهورا مهزوما لنتذكر "بكائيات" النكسة و جلد الذات الذي ظننا أننا غادرناه مع انتصار مقاومة متألقة غير معنية بالهزائم الصغيرة لجمهور "هش النفسية" .
لكن الأكثر اثارة للضحك المر هو "الحسم العلمي" الذي يبديه كثير من "العلماء" على هذا الفضاء ممن يحسمون في أربعة سطور على تدوينة ملونة أمر "الامة" و "مصيرها" ....لا تربحك يا ولد زوكربارغ ..