حرية الضمير تضمن حرية الإيمان للشعب وأبنائه

Photo

الفصل السادس من الدستور ينص على احترام المقدسات كما ينص على حرية الضمير. الأغبياء من العلمانيين الحاقدين (وليس كل العلمانيين أغبياء وليسوا كلهم حاقدين استئصاليين) يظنون أن التنصيص على حرية الضمير هو التنصيص على ضدّ "احترام المقدسات" لإقامة توازن مضحك بين الأمرين. أي مثلا الاستهزاء بالدين ونصوصه المقدسة ورسله وتعاليمه.

حرية الضمير أول ما ظهرت في التاريخ ليست حرية الكفر والشرك، لأن البشر الجاهلين والمتخلفين كانوا فعلا كفرة فجرة ومشركين، بل كان الكفاح من أجل حرية الضمير هو كفاح من أجل حرية الإيمان وهجر الأصنام والأوثان والأوهام، وكان قادته الأنبياء والرسل العظام.

فالإيمان التوحيدي خطوة متقدمة في تطور الوعي البشري وليس العكس. وما كفر به فلاسفة الأنوار والحداثة ليس الإيمان النقي الصحيح وإنما خزعبلات رجال الدين وتحريفهم لقيم المسيحية واستغفالهم لعموم الشعب ببيع صكوك الغفران لهم. وآباء الحداثة الكبار وقادة الثورة الفلسفية والعلمية في أوروبا جلهم تخرجوا من الكنائس.

فضلا عن كل هذا، حرية الضمير ليست فقط حرية فردية بل حرية جماعية للشعب. من حق الشعب التونسي أن يكون مؤمنا وأن يصلي وأن يذكر اسم الله قبل كل عمل يقبل عليه وأن يستفتح أعماله بتلاوة الفاتحة، والذين يصادرون حق الشعب في الإيمان والتقوى فاشيون برابرة متخلفون وأعداء لحقوق الإنسان والشعوب ومغتالون للمعنى والروح والأمل، مجرمون في حق الثقافة الوطنية الأصيلة وفي حق التاريخ الثقافي والروحي الجمعي للشعب.

نقول لكل هؤلاء اخرسوا أيها الفاشيون فأنتم لا تقدرون على هزم الشعب وإيمانه وأنتم أكبر أكاديميات للدواعش والتطرف والإرهاب. لماذا لا تنتقدون أبناء أسيادكم من معتنقي الديانة المسيحية واليهودية لما يقومون بإشارات لاهوتية في ملاعب كرة القدم؟

أقول هذا، وأهمس في نفس الوقت في أذن المسلم والمؤمن: أيها المؤمن اعقلها وتوكّل، اذكر اسم الله في البداية والنهاية ولكن اعمل بينهما عملا جديا متقنا وخذ بأسباب النجاح والفلاح والانتصار.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات