مجلّة بشرى وفاتحة معلول وعريضة الخادمي…

Photo

في إحدى المستشفيات بالعاصمة يوميا إلى حدود الساعة العاشرة صباحا 242 مريض مسجّل وينتظر دوره... نساء ورجال كبار وصغار من جندوبة وعين دراهم وغار الدماء ومن ماطر وبازينة وبو عرادة والعروسة وقعفور وباجة وقبلاّط و...

مواطنين توانسة "باركين" أمام غرفة الفحوصات وآخرين جالسين على الدروج بعضهم جاء من الخامسة صباحا.... وبعضهم يستنى من البارح ما وصلش دوره وإلاّ الدواء موش موجود. 3 أطباء إختصاص سيفحصون هذا "القطيع" ... فعلا طريقة التعامل توحي أنّ هؤلاء المرضى لا ينتمون إلى فصيلة البشر... "زوايل".

حسب رأيكم ما هو تأثير قراءة الفاتحة من عدمها على وضعية هؤلاء "المواطنين"؟

في العديد من المناطق التونسية الأنثى لا ترث (رغم وجود مجلة الأحوال الشخصية) الشقيق مُتديّنا كان أم حداثيا لا يقبل بأن تُشاركه شقيقته في الميراث وخاصة الأرض... هذا العرف هو القانون الذي يحتكم إليه الناس ويُدافع عنه الإناث قبل الذكور.... يعني قانون المساواة لن يُغيّر من تصوّرات الناس وأعرافهم وممارساتهم…

في العديد من المناطق الأخ والأب والعمّ يغتصب ابنته وأخته وكنّته وتحمل وتُنجب والإبن يُنسب إلى أمّ الفتاة فيكون ابنها واقعا وشقيقها قانونا.... العائلة تصمت والبنت تبلع القديدة بدمّها والحياة تستمرّ ولا أحد يتكلّم…

يعني مجلّة بشرى وفاتحة معلول وعريضة الخادمي جميعها تُصنّف في خانة "أفيون" لتخدير شعوب نخرها "الخبيث" وأنهكها الإنتظار… هي فقط تحويل وُجهة مع سابق الإصرار والترصّد من أجل تحسين شروط التفاوض والتنازع حول آليات الصراع (الدين والحداثة)… وصناعة الشو وإثارة الفتنة المدفوع ثمنها من طرف جهات يهمّها أن تتشتت القوى وتتبعثر القضايا وتعوم استحقاقات الناس….

الفايسبوك تحوّل إلى فضاء لترويج المُخدّرات وتكريس "التزطيل"…. والنفخ في فتيل الفتنة.
اقرؤوا الفاتحة في عقل عقلكم….. مروّحين لهذا الواقع مروّحين.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات