بشرى وخوار عجل السامري…

Photo

لا ننكر أنّ بُشرى بلحاج حميدة "ذكية" و"مُحنّكة" فهي ذكية بمعنى أنّها عرفت كيف تصنع لنفسها سياق ومشروعية لتكون الناطقة الرسمية باسم التقدّمية والحداثة في عصر الإثارة والتنازع حول تزعّم القطب الديني والقطب الحداثي …

وهي مُحنّكة لأنها استعملت جميع مواردها لاستدارج "جماعة" الديني إلى مربّعاتها مضادّين أو متضامنين. ونجحت في تحييد المتنازعين معها حول تزعّم القطب الحداثي (صمت غريب) ... وهي أيضا عرفت في زمن "الشو" و"اللاّ-فكرة" كيف تستغلّ غباء مُضاديها لتصنع سجالات خاوية من المعنى لتتشابه السياقات وتكون "الطاهر الحدّاد" في طبعته الثانية مع بعض التنقيحات والتعديلات في الغلاف والعنوان... هذا على مستوى الشخصي.

من زاوية أخرى بُشرى ومن يُحرّكها (محليا ودُوليا) هدفهم الرئيسي تعميق الهوّة بين شطري المُجتمع (مُحافظ/حداثي) حتى لا يُنتج الحراك الإجتماعي لما بعد ثورة 17-14 "المُشترك" الذي يتأسس على قاعدته التغيير (الاجتماعي والسياسي..(.... وكذلك إحراج من يزعم أنّه فصل الديني عن السياسي ليضعهم في موقع المُدافع عن خيارات مُجتمعية ليست خياراتهم ويُقلّص من قاعدتهم الشعبية... وأخيرا ليسحب بساط التقدّمية من تحت أقدام من يُنازعهم اللّقب).المرزوقي والنهضة في نسختها الجديدة).

قطبي المشهد الديني: النهضة "القديمة" ضاددت بُشرى ومجلّتها ودعت إلى إصدار فتوى في تحريم مضمون المجلّة واعتبرتها خرقا للشريعة واعتداءاً صارخا على أعراف المُجتمع وتقاليده (جماعة الخادمي)... والنهضة "الجديدة" صمتت عن مضمون المجلّة (لا نقاش ولا تقييم ولا تحفّظات- ) وتضامنت مع بُشرى (الشخص) ودافعت عن حقها في حرية التعبير (بيان لُطفي زيتون وتسابق بعض النوّاب المحسوبين على "الجديدة" إلى نشر تدوينات مُساندة لبشرى إثر الحملة الموهومة ضدّها... )وهي مجرّد رسائل طمأنة للخارج.

بقية الطيف التقدّمي (المرزوقي والجبهة والعروبيين والقوميين...) رغم الصمت واللاّمواقف الرسمية غلبت على تعليقات بعض قواعدهم السياسة وليس الفكرة فهي "جماعات" لا تمتلك تصوّرات ولا مشاريع مُجتمعية لمُناقشة ما ورد في المجلّة بقدر ما هي تبحث عن تموقعات داخل المشهد التقدّمي المضادد للنهضة... حتى تنفي عنها شُبهة "رجعي" وتبقى داخل السباق الإنتخابي …

الرهان ليس حُقوقي ولكن سياسي (انتخابات 2019 ).

المعركة لا علاقة لها بالمجلة ولا بالحريات الفردية ولا بتأسيس نقاش حول المنوال المُجتمعي المُستقبلي… ولا يوجد في المجلّة روح ولا فلسفة ولا خلفية هي مجرّد plagiat لفصول في مجلاّت لا علاقة لها بالسياقات المحلية والكونية التي نتحرّك بداخلها. (ليبرالية جديدة وعولمة وسوق مفتوحة … ).

بُنية النصّ هشّة واللغة ركيكة والمضمون فيه الكثير من اللاّ-إنسجام والقلب ميّت والروح مُنتهية …

على الوطنيين أن يوسّعوا النقاش ويخلقوا Polémique يكون منصّة لبناء مشاريع بعيدة المدى… وأن يُخرجوا النقاش من هيمنة مؤسسات الديني والرسمي وإثارة الإعلامي إلى المُجتمع المدني (جمعيات ومنظمات وجامعات ومراكز بحث).

سلامات يا بُشرى………….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات