الحكومة لا تتحكّم في صناعة الحليب ولا في صناعة الأدوية... هي شرطي مرور ينظّم السير لكن أحيانا تدوسه "هامر" أو "4x4" وأحيانا أخرى يضطر يغضّ الطرف على "باندي" حارق الضوء أو "زوفري" يسوق من غير رُخصة... وزيد لمّا يكون الشرطي ذميّم وخوّاف والإشارات المرورية معطلة حركة المرور تدخل بعضها وتعمّ الفوضى ويكثر التزمير.... وهذا حالنا بالضبط.
لوبيات ورأس مال مُتوحّش وسماسرة ومُحتكرين ومُفسدين (هامرات)... سوق حرّة والأسعار يُحدّدها العرض والطلب والقانون دعه يعمل دعه يمرّ هكّة قال كاينز.... وأحنا اخترنا النظام اليبرالي وأيدنا الرأسمال المتوحّش وصفّقنا لخوصصة المرافق العمومية…
هذا طبعا إضافة إلى لوبيات فاسدة متضامنة مع بعضها وتحبّ تركّع الحكومة وكيف ما سقطتش بالتفاوض يسقّطوها بالضغط والإبتزاز.... واختراع المشاكل (قطع الماء على صفاقس ليس صُدفة) والنقص في الحليب والأدوية مسألة مدروسة... ونتائج المناظرات "والتعويجات" المُتعمّدة.... ومُستعدّين يصبّوا غاز على المواطن المُفيد الحكومة تُسقط…
الحكومة مسقّطينها مسقّطينها.... وأي حكومة تجي ولا تخضع لشروطهم يُركّعونها وبالطبيعة الشعب الكريم "حطب" لمعاركهم…
منذ أيام في ميدي شو استمعت إلى رئيس الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية فهمت من كلامه عندهم مؤتمر يوم 28 جوان ومستدعيين الشاهد ولديهم مطالب (التخفيض في الأداءات والتقليص في آجال إسناد الترخيص من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة ) إضافة إلى التنافس غير النزيه بين مخابر الأدوية وخاصة في حكاية الحصول على رخصة الجينيريك…
نزاع قائم منذ 3 سنوات بين الشركة العربية للصناعات الصيدلانية (سيف)، ومخابر « سارفيي » الأجنبية. سببه سحب تراخيص من "سيف" وإعطاؤها لمؤسسة تونسية أخرى... ربما تكون تابعة لصابر الرباعي (يُقال أنه حصل على ترخيص لـ 11 جينيريك قبل ما يُدخل عمليا في الإنتاج )
تضامن قطاعي وغولّة يأكلوا في بعضهم والمواطن يُستعمل طُعم في معركة بين تماسيح وديناصورات…
سيّبوا الحكومة وشدّوا المنظومة…