منذ سمعت القصيدة العصماء التي أنشدها المزغنّي وأنا أصفع نفسي بقسوة!فقد أتلفت منذ سنوات طويلة ديواني الشعري الأوّل ،المؤلّف من ثلاثين قصيدة في الحبّ والحياة وذمّ الدّهر،اخترت الثلاثين قصيدة من عشرات النصوص الشعرية التي كتبها منذ طفولتي المبكّرة ولم أطلع عليها أحدا ،
جريت بها لأحد الشعراء المرموقين فأمهلني أسبوعا ليطلع عليها ،ويعطي فيها رأيه،وبعد أسبوع زرته في مقرّعمله ،طلبت مني السكرتيرة أن أنتظره في مكتبه ،وبمجرد دخولي اكتشفت أنّ ديواني الشعري الذي كنت أحلم بأن يجعلني الوريث الشرعي لأحمد شوقي شخصيّا،،،،، ملقى في سلة المهملات ،دسست الديوان تحت ثيابي وخرجت لا ألوي على شيء ولم أقابل شاعرنا الفذّ!
أتلفت الديوان وأقسمت ألا أعود لكتابة الشعر أبدا ،ولا شكّ أنّ قراري قد وفّر على العرب محنة قراءة قصائدي "البطيخيّة " التّافهة ،ولكني بعد أن استمعت لقصيدة الحليب والبقرة ندمت على فعلتي،فمهما كانت ضحالة قصائدي،لا أعتقد أنها ستكون أكثر رداءة من هذه القصيدة،
بالمناسبة أفضل قصيدة يمكن أن يساهم بها كثير من المتشاعرين،هي التخلّي عن كتابة الشعر،والسّلام.