من أم السعد إلى سعاد عبد الرحيم..

Photo

أم السعد لمن لا يعرفها هي المناضلة التي اختفى في منزلها الزعيم الحبيب بورقيبة لمدة اثني عشر يوما، في انتظار أن ينجلي الوضع بعد أن دخلت قوات "التحرير" الفرنسية والبريطانية والأمريكية العاصمة التونسية في ماي 1943.

وكان منزلها يقع في باب الخضراء الذي اتخذه النازحون المطاوة موطنا لهم بالحاضرة، وكانت أم السعد منهم. وقد تصرفت آنذاك بما تمليه عليها الوطنية أو الشجاعة أو العروبة، وحظيت في آخر المطاف باسم نهج في منطقة سكناها، والأكيد أن هناك خيطا رفيعا بينها وبين سعاد عبد الرحيم التي تنحدر مثلها من نفس البلدة الجنوبية.

حدث تاريخي بأتم المعاني، على الأقل باعتبارها أول امرأة تصل إلى مشيخة بلدية الحاضرة التي تأسست قبل مائة وستين عاما بالضبط. إلا أن الفرق بينها وبين كل الرجال الذين تداولوا على المشيخة منذ الجنرال حسين في 1858 هو أنهم جاؤوا بالتعيين أو ما يشبهه وجاءت هي بالانتخاب، طبقا لشروط الديمقراطية.

قد يحلو هنا طرح السؤال إن كان ذلك تتويجا للمشروع البورقيبي أم هو ردة عنه؟ ولكن الأكيد أن التاريخ يرسمه الأحياء.

ويبقى أن الأهم هنا هو المستقبل، وفي البلدان الديمقراطية، السلطة المحلية تفتح على السلطة المركزية، وعندما يتعلق الأمر ببلدان ديمقراطية تقوم على عظمة الرأس، مثلما هو الحال بالنسبة إلى فرنسا مع العاصمة باريس أو تركيا مع مدينة إستانبول، يكون الوصول إلى مشيخة المدينة بداية لمسار كبير.

نتذكر هنا جاك شيراك الذي مر ببلدية باريس وأردوغان ببلدية إستانبول. الحاضرة هي أيضا بمثابة الرأس العظيمة لبلادنا، وحينئذ فسعاد وضعت اليوم ساقيها في الطريق الذي يحملها إلى أبعد من القصبة. المسألة مسألة وقت، ويبقى حينئذ تحديد إن كان في الاستحقاق القادم، لم لا؟ أو الذي يليه، وما هو ببعيد.

Commentaires - تعليقات
زهرة بوصاع
07/05/2018 15:46
مبروك لسعاد عبد الرحيم و الله يعينها على الحمل الثڨيل المشيخة ليست بالمنصب السهل والمعرضين يتريصون ومستعدين لاي شيئ في سبيل افشال اي عمل ناجح