لا أدري حقّاً سرّ هذه الهجمة العاميّة في المساحات الإعلانيّة على اللغة الوطنيّة المفروض أنّها العربيّة بنصّ الدستور …
قد يكون من المبرّر استخدام اللهجة المحليّة في إعلانات تخصّ شركات خاصّة (رغم استهجاني لذلك)، لكن ما الذي يُبرّر استخدام ألفاظ عاميّة مغرقة في المحليّة في إعلانات بعض المرافق العموميّة والدوائر الحكوميّة، أي المموّلة بأموالنا ؟
وما الذي يُبرّر في تلك الإعلانات استخدام ألفاظ أجنبيّة محشورة في عبارات بالدارجة المحليّة ؟
لقد مرّت سنوات على تلك الواقعة التي عاشها أحد أصدقائي العراقيّين حين احمرّ وجهه خجلاً وهو يقرأ إعلان شركة اتصالات حكوميّة تونسيّة منتصب في عرض الطريق: "شرجي بدينار" !
وها هي اليوم الشركة الوطنيّة؟ لاستغلال وتوزيع المياه تتحفني على هاتفي الجوّال بهذا الإعلان: "أنا االماء بيا تحيا وبيا تعيش، استحفظ عليا وما تظيعنيش"…
لن أضيع وقتكم ووقتي في التعليق على ركاكة اللغة في هذا الإعلان ولا عن الأخطاء الإملائيّة فيه، فأنا سأذهب لملأ إناء من ماء هذه الشركة لأتثبتّ: هل كلّ إناءٍ بما فيه يرشح؟