عبثا حاول الباجي التزام الحياد في معركة إسقاط الحكومة التي صارت هواية سياسية ما بعد ثورية. ولم يجد محاوراه عناء ا كبيرا في سحبه إلى مربع الانحياز إلى الموقف القائل بتغيير كلي للحكومة القادمة من المريخ وذات 17 عضو ندائي.
لم يفت الرئيس التذكير بتوازن القوى الجديد وتحدث عن منافسه بخطاب أقل وصما وتقزيما. ولم يفته تذكير الاتحاد وباقي المجتمع السياسي بوطنية المنظمة. ما كان الباجي ليتكلم إلا بعد بوادر الحلحلة بين الاتحاد والحكومة والاتفاقيات الممضاة مؤخرا والتي يمكن وصفها بالايجابية والمهمة.
أكد التزامه بالتوافق وتحركه نحو منطقة الوسط في الوقت الذي يغادرها فعلا. لكنه بين حدود التوافق الذي يعني بالنسبة له الاعتراف بشرعية منافسه وقوته من ناحية ومن ناحية ثانية فو يرى أن التوافق معه وحده لا يعني شيئا. وإن قلل من شأن استحقاقات 2019 فإنه أكد بما لا يدع مجالا للريبة هوسه وحزبه بها.
ما يخشاه الباجي في العمق التقاءا ولو ظرفيا بين اليسار والنهضة بعد انفراط عقد النداء وهو يقرأ تراجع التصويت المفيد في البلديات في هذا الاتجاه.
بالنتيجة لم يكن خطاب الباجي الذي لم يرتجله على كل حال ولا قيمة تذكر لما يشاع عن صنصرته بعد تبنيه الرسمي من مؤسسة الرئاسة، لم يكن سوى خلطا جديدا للأوراق بعد بوادر حلحلة مع الإتحاد والبرلمان. ولا شك أن إقرار النداء ورئيسه وقناته بالفشل الحكومي المتكرر لا يعفي من المسؤولية السياسية المباشرة للحزب الحاكم.
والتغيير الحكومي المتواتر لا يعدو أن يكون إلا إشراكا في الفشل و مسؤوليته قبل ان يكون مدخلا للإنقاذ وأهله. حفظ الله تونس من دولة الهواة الفعلية.