اقتحمت عليّ خلوتي هذه الجملة، بعنفوان المعنى، والإيحاء الباذخ . دفعتني للحرابة، وقطع الطريق أمام الطاهر العبيدي الذي استبدّ بقرّائه وتركهم فريسة للمحبة والوفاء.
أردت أن أنافس المعنى الذي يغمرني وأنا أقتات آخر الألوان في رسم بورتري جميل من صديق لصديقه عبر مقال يحمل بين جناحيه عنوان “صداقة مرفرفة في الصدر والوجدان” نحت فيه الطاهر العبيدي كلماتٍ من شغاف قلبـه وقـدّ معانيهـا من نياطـه!!
عاد الكريستال الى طهره بين يدي عادل سالمي، فالنضال يجبّ سيئات الأشياء.
والكريستال ليس إلا علامة مسجلة لسجائر تونسية مخصصة للفئة المسحوقة جنوب المتوسط، بورق فضي يحفظ السجائر المتخشبة والمتحفزة لنفث مواويل التنين في الصدور المهمومة.!!
فعلها عادل سالمي إذن، وتأهّـل الكريستال على يديه، وتاب، وعاد الى صفاء التسمية. فحتى الكريستال شارك في محاربة الطاغية وأجهز على جبروته!!
يا الله أية محرقة مرّ بها هذا الجيل، وأية إلياذة سيخطها للأجيال القادمة ليعاينوا خسائر ملحمة “واترلو” جنوب المتوسط!!
هل كان عليه أن يقطع كل هذه الصحراء بالطول وينجو من ” وادي عبقر” التونسي الجنسية، ويكابد كل الشرور حتى يحظى بجرعة فقط من إكسير الحرية ؟؟
هل كان على عادل سالمي- الباحث المناضل – أن يلقى من بلاده كل ذلك الجحود، ويكرع السجن وشروره ومشتقاته ويجد ملاذه في ورق الكريستال ليخطّ عليها معاركه القادمة ويهربها الى ما وراء البحر، فقط من أجل قطعة من وطن!
قال الجنيد الصوفي:”من لم يذق لا يعرف ” فهل تستحق هذه الأرض الجحود أن يسفح عادل سالمي شبابه من أجلها؟ ويعذبنا الطاهر العبيدي بمداده الحـارق ليطهّـرنا ؟؟
ألا تبّت أيادينا، ماذا فعلنا بأنفسنا ؟
الأستاذ مـراد العبيـدي: محام وحقوقـي تونسـي