لم يعد عاقل يمكن أن يجادل كثيرا في كارثية المشهد الحزبي المسمى سياسيا .كل الالوان المسماة حاكمة (؟) أو التي تطلق على نفسها معارضة؟ تعاني كما هو بين من ،، تهشم ،، خطابها و تيه فعلها و تسطح خيالها السياسي في وضع تعاني فيه من وضعية ،،توحد ،، مرعبة .
الحكم و المعارضة بما هو متاح لها من إمكانات الدولة و ما يتوفر لها من أذرع إعلامية و علاقات بلوبيات المال و مراكز النفوذ المحلية و الدولية تتنافس كما هو واضح على اقل من ثلاثة مليون تونسي في مشهد مقرف هجره الناس و امتلأت منه قلوبهم غيظا و احباطا .
لم تعد تجدي وسائل التنشيط الاراجوزي في استمالة الناس إلى شان عام يؤثثه هؤلاء .و انحسر الاشتغال على ،، السياسة ،، في هراش اتباع و قواعد يتنابزون بالفراغ على المواقع الاجتماعية و تصريحات قيادات لا يسمعها أحد غير أصحابها و تحول المشتغلون في ،، المشهد،، عند عموم الناس الى ممثلين لا يستهوون أحدا إلا للتندر أو اللعن .
من المؤكد أن الأمر بالنسبة للمتشائمين قد يكون علامة خطر على بلاد تتحول إلى صحراء بلا زعامات و لا أفكار و لا خيال و لا أفق و لا أحلام. لكن نفس هذا الأمر بالنسبة للمتفائلين من أمثالنا هو علامة صحة .انه مخلوقات تضمحل بقديمها أو جديدها المزعوم ليعتمل في خراب اليأس من السائد تصميم بناء القادم .
أفكار كثيرة تنتظر اعلان ذاتها و نخب عديدة تغسل ايديها تقريبا من هذه المسخرة و تتنادى حثيثة لإبداع الجديد حقا و وقائع على أرض الإقليم و العالم تثبت انهيار مزاعم و صحة استشرافات كانت منذ زمن قريب موضع مهاجمة واستهزاء . ضجيج المسخرة و توتر عوامها أو قياداتها ليس سوى حشرجات احتضار مرحلة و ولادة أخرى.