السائق الذي ترك القطار يسير دون سائق بسرعة جنونية وعرّض حياة مئات المواطنين إلى الخطر وكاد يتسبب في كارثة لا يعلم إلاّ الله تداعياتها، يُحاكم ويُعاقب عقابا عسيرا ليكون عبرة لكلّ مُتهاون ومُستهتر… يعلّق في ساحة عامة ويبقى للشمس تحاسبه وتعاقبه.
لكن ماذا ننتظر من:
- جمهورية يُحتفل بعيدها بـ"جبّة خمري" و"السلفي والباجي خلفي" والسياسيين والمُثقّفين شادين الصفّ ويتزاحوا أمام قصر قرطاج باش يقولوا مبروك لرئيس وُلد قبل ولادة الجمهورية الأولى بثلاثين سنة…
- جمهورية رئيسها يعمل اجتماع خاص في القصر الجمهوري وتحت حراسة الأمن الجمهوري وبموارد رئاسة الجمهورية بكتلة حزب ولده ويعدّي ساعة وهو يدرّس عليهم ويعطيهم في التوجيهات على مرأى ومسمع من المُعارضة والموالاة والإعلام والحلفاء والأعداء…
- جمهورية أولى دستورها تخرق وتنقّح وتعدّل ثلاثين مرة حسب الطلب واستجابة للمناشدة … وجمهورية ثانية دستورها تحوّل إلى غربال قبل حتى ما يعمل عيده الأول.
- جمهورية ثانية مازالت ما عملتش انتخابات نزيهة وشفافة والنخب تُطالب بتغيير النظام السياسي الذي وقع اختياره بمباركتهم ومشاركتهم…
- جمهورية دون جمهور يصفّر ويضغط…
في جمهورية الموز هذه التي تتحكّم فيها النقابات والباندية والبلطجية … ننتظر إضرابات جماعة الكبانية تضامنا مع زميلهم الذي تم إيقافه عن العمل للتحقيق معه… وننتظر أن تتعطّل مصالحنا لأنّ النقابة قرّرت إلغاء بعض السفرات حتى يُطلق سراح زميلهم… وانتظروا كلّ شيء إلاّ أن يُحاسب المُفسدون…
جمهورية يسوسها "المارقون" عن القانون وقطّاع الطرق وباندية الأحزاب ما تستاهلش نحتفلوا بعيدها…