منذ سمعت عن "القطار دون سائق" وأنا أسترجع تفاصيل الفيلم الأمريكي الشهير Instoppable عن انفلات قطار قوي يحمل مواد سامة في مدينة أمريكية، ساعة ونصف من الفيلم في ملاحقة القطار الجبار، إنما احتاج المؤلف إلى القفز على المنطق لجعل القطار لا يتوقف،
لأنه لا يوجد في هذا العالم قطار لا يتوقف، فكل ما فيه مجعول لكي لا ينطلق من تلقاء نفسه فلا يتقدم إلا بمراقبة، القطارات وعربات المترو الحديثة تسير بلا سائقين لكن تقنيين يسيرونها عن بعد ويقدرون على إيقافها وتغيير اتجاهها في أية لحظة،
أما أن يسير قطار مسافرين بسائق دون مساعد، أو أن ينزل السائق لتفقد المكابح في المحطة فهي لا تجوز حتى في السينما، ولم يبق إلا أن نستحضر النكتة الشهيرة لرجل يجري في أثر القطار ويلهث حتى تنقطع أنفاسه، فسخر منه المسافرون وقال له أحدهم: "ستقتل نفسك أيها الأحمق لكنك لن تدرك القطار"، فقال لهم: "أنتم الحمقى، فأنا هو السائق يا أولاد الكلب"،
وما دمنا في المزاح، فقد كتب صديقي العابث محمد سفينة لتفسير ما حدث: "يا شيفور ... الـ "kiki" يعملوها بالكرهبة موش بالتران ..."، إذ في ظل هذا الهذيان العام الذي نعيشه، فإن السخرية أفضل لتفسير ما يحدث من أي واقع محتمل،
وزارة السواق
لماذا لا يتم تحويل وزارة الصحة إلى وزارة سواق الوزير، يعني 1500 سائق وزير مثلا يتجولون بين الصيدليات لتوفير الدواء الصعب للمواطنين،
بالمناسبة، كلام المبجل السيد وزير الصحة عن كفاءة سائقه في تدبير الأدوية واقعي، يجب أن تروا سلطة سواق الوزراء، يتودد إليهم الجميع ويطلبون رضاهم لقدرتهم الخرافية على فتح الأبواب المغلقة، والمهم هو أن نجد الحلول لفقدان الأدوية الذي لا يصدقه السيد الوزير،
سي كمال الحمزاوي
حسب صفحة مجلس النواب، فقد تم اعتبار النائب عن القصرين كمال الحمزاوي مستقيلا من المجلس وفق الفصل 38 من القانون الأساسي المتعلق بالانتخابات والاستفتاء بعد الانتخابات البلدية،
وجاء هذا بعد تردد وحرج كبيرين في مكتب المجلس بسبب من دعا إلى شعار "خلي بركة، وبالشوية خلي الراجل يخمم بين رئاسة البلدية ومقعد النواب"، ولن يخسر المجلس كثيرا بما أن سي كمال الحمزاوي نائب لا يحضر كثيرا ولا قليلا، وثمة أشهر طويلة لم يطأ فيها المجلس أصلا وقيل إنه لا يحب الذهاب إلى مقر المجلس في تونس لأنه يحب القصرين حبا جما ولا يطيق فراقها،
وهو لم يهتم رغم قطع الكثير من منحه المالية بسبب الغياب، لأنه رجل لاباس عليه حيث هو، وليس بحاجة إلى أموال المجلس، عموما، هو يعود إلى الشيء الذي يفهمه أكثر من غيره منذ أكثر من نصف قرن، وهو تدبير شؤون أهالي القصرين الذين انتخبوه، وهم أدرى،