الحديث عن الكنّة..

Photo

بخصوص الزوبعة التي أثيرت حول تسمية كنة الأستاذ مورو، في قنصلية تونس بباريس، أراها طبيعية وحتى ضرورية، بل هي مؤشر على اهتمام التونسيين بشأن بلادهم. وإلا ما كانت الثورة ثورة.

وهل يُراد أن يصمت الناس مثلما كانوا يفعلون عندما كان يصول ويجول الطرابلسية زمن المخلوع، ومثلما كان يصول ويجول التجمعيون والدساترة قبلهم في عهد بورقيبة؟ لكأن صمت الناس آنذاك كان يعني أن الطرابلسية أو التجمعيين أو الدساترة هم أصحاب البلد ودونهم "كراية" على حد تعبير الناجي جلول. بعد الثورة لا ينتظرنّ أحدٌ الصمتَ من أحد.

إلا أن الأمر لا يجب أن يقف عند كنّة الأستاذ مورو أو كلما تعلق الأمر بالنهضويين دون سواهم، وإلا لأصبحنا إزاء ميز عنصري مقيت بين من هم تونسيون ومن هم "بدون" كما يُقال في الكويت، أو ما هو شبيه بالأبرتايد في جنوب إفريقيا أو الممارسات الصهيونية في فلسطين المحتلة.

وتونس ليست هذه ولا تلك، حتى وإن كان هذا الميز قد وُضعت أسسه في عهد بورقيبة وورثه عنه المخلوع، وأجدر بمن مارسه أو استفاد منه أو سكت عنه آنذاك أن يعتذر عما ناله أو سكت عنه إن كانت له شيم الفرسان.

ومن يريد أن يرث المخلوع في هذا لا يذهبنّ في خلده أنه أقنعنا بأن موقفه يصدر عن وطنية أو حرص على الشفافية والحوكمة والنزاهة لأن هذه يجب أن تحضر دائما وأبدا ليس فقط عندما يتعلق الأمر بالنهضويين أو أقاربهم، وإنما في كل التعيينات في أي موقع في الدولة مهما كان صاحبه ومهما كانت الانتماءات السياسية أو الاجتماعية أو الجهوية أو العائلية.

وتبقى الكفاءة والمساواة بين الجميع هما المقياس الوحيد للحكم على الناس أو توظيفهم، لا وصايا المخلوع أو ممارساته القميئة التي تتغطى بالوطنية وتمارس العنصرية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات