اكثر من 200 صفحة لم تفرز سوى اقتراح وحيد لا غير و هو اقتراح المساواة في الميراث اما باقي الاقتراحات فأحيلت الي الحوار الموسع... كان من الأجدر أن نبدأ بهذا الحوار الموسع بين كل أطياف المجتمع.
كان من الأجدر " بنخبتنا " المتعالية على العامة و للمنفصلة عن الواقع ان تطرح كل المقترحات للنقاش و ان تخصص وقتها و جهدها الكامل في الإقناع و النقاش المدني و الشعبي المفتوح .
كما كان متوقعا....
قد ما تقعد الحكاية في المهموتة و قد ما الحكاية تقعد غامضة و يقعد المخبل في كبة ... قد ما يقعد الشعب كولني ناكلك و تقعد المعركة بين إسلاميين و حداثيين .
و من هنا إلى انتخابات 2019 يعاود يرجع الصراع الإيديولوجي هو المسيطر و تعاود تتقسم الأصوات بين النهضة و النداء على هذا الأساس و ننساو البرامج و ننساو فشل الخمسة سنين الي مروا و ننساو و التضخم و التداين و الأرقام .
و في الوقت الذي ينتظر فيه التونسيون من الأحزاب السياسية برامج اقتصادية واجتماعية وثقافية مقنعة تتفاعل مع مشاغلهم الكثيرة وتعالج الملفات العالقة في الأمن والاستقرار والتنمية ستعود الشخصنة و التخويف و الصراع الإعلامي و المال السياسي .. و نعود لخمس سنين من الرداءة .
الحق في الاختلاف
الحق في الاختلاف أقوى ممارسة للديمقراطية وهو دليل على ان المجتمع يتحرك وليس ساكنا جامدا . والمجتمعات تُسمى ديمقراطية لأنها تؤمن بالتعددية وبالاختلاف في الرأي و في وجهات النظر المطروحة و في كيفية فهم المشاكل .
في تونس اذا طرحت وجهة نظر مخالفة لهم ، او فكرة معاكسة لأطروحتهم ، وليس لمشروعهم ، لأنه ليس لهم إي مشروع ، فإنهم يسرعون إلى الهجوم عليك بإطلاق عيارات من السب وتوجيه تهم التخلف و الظلامية .
ان رفض الرأي الآخر هو اكبر دليل على هيمنة الفكر الأحادي عند هؤلاء . إنهم يمارسون الاستبداد الذي يتشكون أنهم عانوا منه ، ويمارسون دكتاتورية الرأي ، ودكتاتورية المنظومة التي اقصتهم .
الديمقراطي الذي يناضل فعلا من اجل الديمقراطية عليه ان يبدأ من نفسه أولا و يسالها ، هل هو حقا ديمقراطي مع نفسه ومع عائلته و مع حزبه و مع مناصريه.