دار الصحفي : أصبحت "طبرنة"

Photo

تأسست دار الصحفي في ماي 1992 وكنت من ضمن أوائل المرتادين لها . كانت مركزا ثقافيا بأتم معنى الكلمة: بها مكتبة كبيرة تحتوي على كتب ومراجع تخص المهنة وقاعة كبرى بها جهاز تلفزيون وجل الصحف التي كانت تصدر آنذاك وقاعتان للعائلات والأبناء. كانت تفتح من العاشرة صباحا إلى حدود منتصف الليل وتوفر القهوة وجميع أنواع المشروبات والمياه المعدنية والعصير، كما توفر للصحفيين جميع أنواع الألعاب مثل السكرابل والكوتشينة والرامي والدامة وغيرها.

كما كان الصحفيون يستدعون الفنانين والسياسيين والرياضيين لإجراء الحوارات و تسجيل المقابلات. كانت دار الصحفي تقيم حفلات في الأعياد الوطنية وورشات تنشيط للأطفال يوم الأحد. كان لنا ناد للموسيقى به أعواد وكمنجات وآلات إيقاع نقيم بها سهرات خاصة بنا وكان الدخول لها ببطاقة الانخراط التي لا تسند إلا بعد الاستظهار ببطاقة الاحتراف.

و كان في تلك الفترة من الممكن تناول الغداء والعشاء بأسعار رمزية.

تغيبت لسنوات خارج أرض الوطن ولما رجعت، أردت أن أعود إلى ذلك النادي، فصدمت بأن كل الذي حدثتكم عنه أصبح تاريخا وتحولت دار الصحفي إلى مجرد "حانة" لا علاقة لها بالمهنة لا من قريب ولا من بعيد : كل من هب ودب يمكن أن يرتادها و أصبحت "طبرنة" تخضع لرجل أعمال له مجموعة من الحانات والمطاعم المحيطة بشارع بورقيبة.

كتبت هذا لأني أغار على مكان عشت فيه وكتبت فيه مدة لا تقل عن عشرين سنة ... وللتاريخ، كانت جل طوابق البناية تابعة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ... مازلت أغار على ذلك المكان وأريد له أن يعود كما كان.. لا أن يصبح محلا يهان فيه الصحفيون مثلما وقع يوم السبت الماضي مهما كانت أسباب الخلاف.

أكرر دعوتي لصديقي رئيس "صندوق التآزر" المشرف على النادي للخروج من تلك البؤرة وإيجاد مكان آخر يليق بالصحفيين وترك ذلك المكان الوضيع لمن يبحث عن جمع المال دون أدنى اعتبار للمهنة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات