تونس الغامضة..لكنها ،، مامورة ،،

Photo

بالتحليل السياسي المباشر للحدث اليومي يمكن القول ان الشاهد سجل البارحة هدفا في مرمى قرطاج باستقالة نواب من كتلة حافظ للالتحاق بكتلته الجديدة أو المحمولة عليه في تصنيفات الشقوق و ومشتقاتها.

تفقد جبهة المطالبين برحيل الحكومة و رئيسها جولة أخرى في معركة انكسار عظم البلاد بصراع النداء و حسابات مكوناته لكن لا شيء يؤكد الفوز الاستراتيجي للشاهد و من ،، وراءه ،، بمعركة حكم البلاد في 2019 فللمشهد السياسي تعقيداته و الغازه و أسراره الموزعة على قوى الداخل و الاهم من ذلك المخطط لها من القوى الدولية التي تتداخل رؤيتها و تتشابك بخصوص الدور المبرمج لتونس قاعدة لترتيب تقاسم النفوذ في أفريقيا و المغرب العربي بعد تسارع الأحداث في المشرق لصالح القوى الجديدة الصاعدة من آسيا على حساب قوة الغرب التقليدية في العالم العربي و هو غرب لن يقبل في كل الأحوال خسارة كاملة في المشرق و المغرب.

الشاهد الذي قضم بشكل واضح كثيرا من نفوذ ساكن قرطاج و ابنه لا تبدو جبهته التي يراكم القضم لصالحها متجانسة قوية .من المؤكد أن،، الموظف الدولي الشاب ،، الوافد على المشهد في سياقات تصدع هيكلي لحزب ،، غزوة 2014 ,, قد تم دعمه في معركته مع ،، العائلة ،، بقوة ،، دولية صامتة ،، منحته شجاعة السير على حافة الهاوية و هو يفكك مراكز النفوذ المقابلة له و لكن ،، كيمياء المركب التونسي الحاكم ،، يبقى باستمرار خليطا غير قابل للمسك النهائي و مهيئا للانفجار في وجه كل من يتوهم السيطرة التامة على تفاعلاته.

ينتصر الشاب مرحليا على عجوز قرطاج بعد أن الف لفترة غير قصيرة قلب عجوز مونبليزير و لكن جبهته نفسها تبدو رمالا متحركة لا تضمن لقدمه البضة استقرارا.

منذ ايام اشترطت النهضة على يوسف كبح طموحه إلى معركة 2019 . كتلته الجديدة الهاربة إلى حماه بحساب ثعالبها لاتجاه ،، الرياح الدولية للمعركة ،، لا تبدو مستعدة أو قادرة على توافق كامل مع حليف يوسفها النهضة.

و في المقابل يقف اتحاد الشغل في مواجهة الشاهد بالإضافة إلى توجس أغلب مكونات المشهد السياسي المختلف مع النهضة من كل انتصار للشاب ،، الدولي ،، على عجوز قرطاج اذا اعتبروا أن كل انتصار من هذا النوع هو انتصار لشيخ مونبليزير الذي يبدو هو نفسه مترددا بين قطع نهائي مع صديقه الباجي و خوف من قدرة ،، هذا الشاب ،، على قيادة المعركة فضلا عن تباين التقديرات بين قيادات النهضة نفسها التي لم يعد كثير منها يرتاح إلى،، تكتيكات الشيخ ،، التي تحسب على معلومات ،، دولية ،، أو داخلية لا تستقر دائما مما يجعل حركة،، التكتاك ،، مشدودة باستمرار إلى،، المنزلة بين المنزلتين ،، التي قد تنقذ من عقاب مرتكب الكبيرة و لكنها لا تضمن جنة المحسنين لليلاد .

المشهد السياسي التونسي ينحصر اليوم في صراعات قوى النفوذ من أحزاب كبرى و لوبيات و أذرع إعلامية بتوجيه قوى دولية لا مجال لإنكاره .لذلك تبدو المعارضات أو القوى الرافضة لصراعات المشهد كله ضعيفة و غير مؤثرة مما يجعل بعضها مضطرة في آخر التحليل إلى الانحياز التكتيكي الخفي أو العلني إلى إحدى المنصات ..حافظ أو يوسف أو النهضة و باقي الكسور و الشقوق المكونة للمشهد ،، الرسمي ،، .

في أسفل الصورة التونسية يبدو المشهد ،، الشعبي ،، خزانا يمور بالاحتقان و اللامبالاة و الغضب و لكننا لا نتصور أنه متروك لذاته من ،، المهندسين الدوليين الكبار ،، الذين يمسكون جيدا بالمعلومة الاستخبارية عن المزاج و المسار خصوصا بعد أن تم في سنوات الانتقال ،، الديمقراطي ،، صناعة المشهد الجمعياتي و الاعلامي بشكل لا نستبعد فيه ،، استعمال ،، العمق الشعبي نفسه لتعديل و تشغيل ،، المشهد السياسي الفوقاني،، كلما عجز التلاميذ الكسالى فيه عن تطبيق التعليمات بدقة في المعارك الوظيفية .

تونس غامضة لكنها ممسوكة جيدا من أجل ترتيب قادم للاقليم.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات