لم يفهم حافظ ولن يفهم لإنتهاء بطارياته غير القابلة للشحن، ان بهرج الديمقراطية وفصاحة البيانات ورشاقة اللغة، لا تصنع من ذاتها ومن فراغ، موازين القوى، بمعنى أن القوانين (بما في ذلك الدستور) لا قيمة لها، خارج موازين القوى بالمعنى الاقطاعي/المافيوزي للكلمة.
لذلك لن يغير البند السابع من بيان "نداء حافظ" شيئا من موازين القوى على الأرض، بمعنى أن البيان لن يكون سببا في سقوط الشاهد، بل هو علامة عن ضعف "نداء حافظ" بل وانغماسه دون رجعة في الرمال المتحرك لمستنقع السياسة النتن، إلا في حال تدخل الباجي (وهذا ما سيجري) ليُفهم الشعب وخاصة (معالي رئيس الحكومى المفدى) يوسف الشاهد أن حافظ غرّ ومرفوع عنه القلم.
الباجي مغرور بالارث "البورقيبي" على مستوى شكل الحكم، ومتعال بفعل سذاجة وصبيانية الطبقة السياسية القائمة (حين نستثني الشيخ التكتاك راشد الغنوشي)، لكن يوسف رغم حداثة عهده بالسياسة، إلا أنه مثل الجبل الذي أغرق التيتانيك (اي عائلة الباجي) عُشُره فقط باد للناظرين في حين تختفي البقية الباقية بين غرف تخطيط تتوزع بين تونس وخارجها.
مع كامل الاحترام للشخوص في بعدها الانساني، بيان "نداء حافظ" مجرد نباح كلب تجاه طائرة نفاذة عابرة بما يفوق سرعة الصوت. لا هو ابلغ المُراد ولا هو ستر العورات…
الباجي الأب سيتحول قريبا إلى ما يشبه ملكة هولندا، أي استقبال الكشافة ورعاية معارض الزهور والإشراف على تدشين رياض الاطفال. لان في تونس طبقة سياسية انتهازية لا ترحم الضعيف بل تنصر من أصبح على قوّة وصاحب الأمر…
هدف الباجي الآن الخروج بأخف الاضرار لان (سي) يوسف، او بالأحرى من وراءه، شطبوا الرحمة من كوعهم والشفقة من بوعهم…..