في تونس السیاسة،ترى العجب العجاب:ترى أحزابا بلا قواعد شعبيّة،و ترى قواعد شعبيّة وازنة ،بلا حزب قادر على الاستجابة لمطامحها و مشروعها.
تفككّ حزب تونس الارادة ليس مفاجأة،كلّ المؤشرات منذ تأسيسه كانت تكشف عن خلل جوهري،جعل كثيرا من مناصري فكرة شعب المواطنين ينسحبون،يبتعدون...
ما ساءني اليوم هو حقيقة مريرة تتأكّد باستمرار:نخبة عاجزة عن تحقيق طموح القواعد الشعبيّة،فتتعالى عليها و تتّهمها برفض الحداثة و التقدّميّة.
هنا لدينا خلاف بين القيادة و القواعد،ما الحلّ؟! الحلّ نبحث عن قواعد جديدة تقبلنا كما نحن!
بالنسبة لي،أنا ممتلئة بمشروع شعب المواطنين،أنا من القاعدة الشعبيّة العريضة التّي تتقاسم نفس المرجعيّة و نفس المشروع السیاسي، هذا الشعب،سيظلّ هنا،باقيا،قوّة معطّلة ،إلى أن تنضج نخبنا السیاسيّة و تتحلّى بالشجاعة اللازمة لاحترام ارادتنا.
أمّا المرزوقي،فتاريخه النّضالي و الحقوقي وشرف رئاسته دولة الثورة،لن يزول مهما حاول خصومه و الحاقدون عليه.
فقط،لو يخلص لدوره الفكري في المرحلة القادمة ،و ينكبّ على الإجابة عن معضلات الانتقال الديموقراطي في المنطقة العربيّة و اقتراح البدائل الممكنة لإنقاذه.