قرأت بيان الاستقالة الجماعية -أو لنقل المتزامنة- لطائفة من الحراكيّين وأحبّ أن أسجّل بعض النقاط:
* أولا: الرابط المنطقي بين الاستقالة ودواعيها ضعيف وعلائم ضعفه يمكن إجمالها في عدد من النقاط أولاها أن فرية خروج أو انحراف الحزب عن مساره تعلّة حقيقة بشخصيات قاعدية غير مؤثرة بينما نحن بإزاء شخصيات قيادية بل من الصف الأول (عدنان منصر وطارق الكحلاوي أنموذجا) وثانيتها دعوى انضواء الحزب تحت جناح أحد أطراف الحكم (وهي تورية واضحة للنهضة) تعتبر في نظري غير أمينة إذ كلنا نعلم ما بين النهضة والحراك من التباينات وهذه الدعوى كان يمكن تصديقها مع المؤتمر زمن الترويكا وكان لها مسوغاتها وشروط تبريرها .
* ثانيا: الزعم بتجيير الحزب لحساب الرئيس وغياب روح التشاركية فضفاض ولعل إحدى كبريات مآخذي على الدكتور المرزوقي (وقد قلتها له في مناسبة مشهودة ) هي سلبيّته وتسامحه المبالغ فيه مع تجاوزات عدد ممن لم يرسموا لطموحهم سقفا من قيادات الصف الأول من رموز الحراك وعلى رأسهم أول الممضين في بيان الاستقالة.
* ثالثا: تخوين المرزوقي تلميحا قريبا من التصريح (وردت عبارة مفادها اتهام الرجل بالانسياق وراء أحلاف إقليمية ودولية على حساب السيادة الوطنية وقيم الحرية) يعكس شخصية مريضة لا تراعي الحدّ الأدنى من قيم "الماء والملح" ورعاية ذمار المعروف.
* رابعا: كل الشخصيات التي وردت أسماؤها في ذيل البيان هي صنيعة المرزوقي وكان ينبغي أن تذكر للرجل فضله .
* خامسا: حزب الحراك لم ينته باستقالة من استقال وأحسبه تخفّف من عبئهم وسيكون رقما وازنا في المعادلة السياسية بالبلاد (وهو رأي أعلم أن كثيرين يتّفقون معي فيه ويختلفون).
* سادسا: ليس عيبا أن تكون إحدى أولويّات حزب سياسي -بالنظر إلى متاحاته- أن يفرز رئيسا للبلاد وشخصيا لو ترشح السيد محمد المنصف المرزوقي للرئاسة فلن أصوّت لغيره.
ملاحظة: لست حراكيا لكنّي أتمنّى للحراك أن ينجح في تجاوز ما يمر به من صعوبات.