سمحت لي مهنة الصحافة بأن أكتشف مشكلة عويصة لا حل لها: جماعة التطهير يقولون لك: لا علاقة لنا بمجاري مياه الأمطار، قنواتنا مستقلة. أوكي، إذن من المسؤول عن غرق المدن ؟ البلديات تقول لك: مشكلة وزارة التجهيز، وزارة التجهيز تقول لك: نحن نشرف على إنجاز الطرقات ونتركها للبلدية،
باهي، والمقاول الذي يترك رمله وحصاه طيلة أشهر فوق الطريق وبقايا الردم والهدم التي يتخلص منها في الطريق العام (عادة في مجاري المياه) من يتحمل مسؤوليتها ؟ طبعا أنا، المواطن المتهم بسد شرايين المدينة بسوء سلوكي، لأني أنا، دافع الضرائب هو الذي يسهر ويتعشى على موائد فرعونية مع صناع القرار والمقاولين والسمسارة عند إنجاز كل مرحلة من مشروع عمومي، لكي يكون في الوثائق مطابقا للمواصفات،
لكي أعطيكم مثالا حيا: ثمة نهج في أحد أحياء ولاية بن عروس حفروه وأعادوه ثمانية مرات في خمس سنوات وما يزال معوجا كأن زلزالا حدث به، يتحول إلى بركة ماء مع كل مطرة،
ولا تفسير لذلك إلا أن "البوزنزل" هو الذي أنجز هذا الطريق بالماء والطين، أولا: لست انتحاريا حتى أتهم أحدا، وثانيا وهذا الأهم: "ياخي ما ثمة كان هذا ؟ هاتوا لي مشروعا عموميا واحدا مطابقا للمواصفات ؟"،