يخطأ يوسف الشاهد وهو الذي ينام كلّ ليلة حالما بالجلوس على "عرش قرطاج"، حين يحسب ويعتقد ويظنّ أن العمق الشعبي يعشقه ومن ثمة سيصوت له في انتخابات 2019 لوسامته أو فصاحته أو بطولات واهمة بالانتصار على حافظ او كسر عصا الباجي واقصاء هذا "الأسد العجوز" عن الحكم.
كل ذلك من مستلزمات الوصول إلى مسك دفة الحكم لكن دون ضمان البقاء فيه أو الاحتفاظ به....
شعوب العالم منذ الأزل قد (ونقول قد) تنبهر بما هو بهرج الحكم أو ما صار من لعب بالاعلام وتلاعب بالصورة، لكن عندما يصحصح الواقع يسال الفرد (التونسي كما غيره) عن أمر كما جاء في القرآن الكريم: الإطعام من جوع والأمان من خوف، أي أن التونسي (الأب بالخصوص) يريد أن يوفر لعائلته ما هي ضروريات الحياة وما تيسر من الكماليات، كما وجب ان يتوفر الامن الضروري للتمتع بهذه الضروريات وهذه الكماليات....
الشاهد أمام امتحان صعب ومصيري اهم وأخطر (ضمن معاني الكلمة جميعها) من صراعه مع الباجي أو عراكه مع حافظ. الحليب الذي هو من أوكد الضروريات مفقود بل صار يباع سرا مثل أخطر المخدرات، ليكون السؤال عن قدرة بل مسؤولية (سي) يوسف امام هذه الأزمة؟؟؟
لا هم ولا مصلحة للمواطن لأن يكون على معرفة بأسماء المورطين في مافيا الحليب، ولا حاجة له بالتنديد الخطابي والشيطنة الاعلامية.
الفرد يريد معاملة تليق بالحد الأدنى بما هي "المواطنة" المزعومة/المفترضة. العمق الشعبي يطرح سؤالا بل هو الإمتحان أمام الشاهد:
هل أنت قادر على تأمين مستلزمات الحياة وإن أدى الأمر للضرب على أيدي هذه المافيا؟؟؟
سواء كان (سي) يوسف رافضا او عاجزا عن ضرب هذه المافيا بل واقصائها عن المشهد ومن بعدها المافيات الأخرى، فالأمر سواسية عند هذا العمق الشعبي. اي اقصاه ان يكون ذلك الضفدع الذي يشرب الماء في نهم ليكون في حجم البقرة التي تملكها مافيا الحليب، لينفجر قبل رئاسيات 2019، لأن الشعب لن يضع الحكم في ايدي عاجز عن تأمين الحليب لأبنائهم خاصّة....