وقت تجيب ما يسمى سياسي يغني و تجيب راقصة تسألها على أسباب انزلاق الدينار و رجل دين يحكي على علاقة السجود بالغضروف و فقرات العمود و كوارجي يفسر في العلمانية و عماري و بوغلاب يحللو في السياسة ..فقط باش تعبي ساعات بث ليس هدفها بناء الوعي بل توفير الوقت للومضات الإشهارية ..عندها يخرج الكاهن الجوي عن مهامه وهي ليست المرة الأولى لأمثال هذا الضحل على فكرة ..
استمعوا إلى حصص و مضامين البرامج التنشيطية الإذاعية التي ينتصب فيها يوميا ،، إعلاميو الفراغ الفكري ،، أمام مصدح البث المباشر و لاحظوا كم الثرثرة و البؤس المعرفي و ثقل الدم التي ،، تصنع ،، هذا الإنسان الفارغ في تونس …
حضرت و حضرتم و شاهدت و شاهدتم و سمعت و سمعتم إعلاميين تونسيين او عرب يعدون برامجهم كما يعد باحث مجتهد أو مدرس ماهر محاضرته لطلابه..بحث و تنقيب و إعداد للأسئلة ..حتى لو كان البرنامج ترفيهيا خفيفا ...فالهدف دوما هو تثقيف المشاهد و المستمع فتلك مسؤولية وطن و أمانة تاريخ ..
و شاهدت و شاهدتم و سمعت و سمعتم ..اشباه إعلاميي زمن اغبر ..يحضر إلى برنامجه قبل دقائق فيتحول البرنامج إلى مجرد قعدة وصلت أحيانا إلى مغازلات و تضومير ماصط أو ثرثرة فراغ بين ،، المضيعين ،، …
في هذا السياق تأتي التفاهات و الكلام الفارغ الذي يقترفه المتدخلون في هذه البرامج التعيسة و الذي يسميه المتحذلقون بهذه التسمية الجديدة متاع الطز حكمة ،، أخطاء تواصلية ،، …
في لحظات الانتقال الوطني الكبرى و لدى شعوب مازالت لم تحقق تحررها الوطني و لم يكتمل فيها بناء الإنسان..يتحول الإعلام إلى صناعة وطنية تشرف عليه روح الأمة و ترقبه و تحميه كما تشرف على ثكنة عسكرية …
باسم الديمقراطية و حرية الإعلام يخترقنا العدو و يخربنا بأيدي التوافه و الفارغين و سقط المتاع الفكري ممن يسمون أنفسهم منشطين و إعلاميين…
استعد يا وطني …اكبس روحك …نحتاج اعلاما يلبس الكاكي و تسيره عقول …عندها يولد الإنسان العارف و الواعي …دون ذلك انت قلعة حصينة خرقوك من داخل …
برامج التوك شو و التوك أديو حولت التوانسة من السياسي إلى المزاودي إلى مجرد منتجين أو مستهلكين للثرثرة..لنكن معا من أجل اعلام ،، موجه،، لبناء العقول .