شهد العالم بأسره تطورا على مستوى الخدمات الادارية سهلت على المواطن التعامل مع الادارة و ذلك لما احدثته الانترنات و الثورة الرقمية من خدمات ادارية عن بعد وتطوير الاستخدمات فأصبح بإمكان المواطن ان يقضي شؤونه من أمام اللاب توب في بيته او في مكتبه دون تكبد عناء التنقل وجمع اكوام من الملفات و مع ذلك قد لا ينجز مهمته.
بيد أن تطور الادارة العالمية لم يشمل الادارة التونسية فنحن فعلا لا نحتاج الى تطور و إنما نحتاج الى ثورة حقيقية تجتاح الادارة التونسية من رأسها حتى أخمص قدميها فرغم رقمنة الادارة في تونس و تطور الخدمات الا أنها مازالت تثير إستياء المواطن وأحيانا يمكن أن نسلم بالمثل القائل "شد مشومك لا يجي ما أشوم. "
صحيح أن المواطن التونسي اصبح يتمتع بالخدمات الادارية عن بعد على أمل أن تسهل تلك الاجراءات المعقدة و غير الضرورية وان يتجنب من خلالها المواطن كلمة "وراقك ناقصة" او "أرجع غدوة " و هذا طبعا حسب أهواء موظف الادارة التونسية .
لكن يا ذنوبي فقد إنتقلنا من أوراقك ناقصة الى "الريزو طايح" و من "ارجع غدوة الى السيت مسكر" يعني بلغة اوضح هي تشخر زادت بف. مثال حي على ذلك الخدمات الادارية عن بعد الخاصة بالطلبة فقد مر حوالي شهر والموقع الرسمي للوزارة مغلق ورغم ذلك لم تستح الوزارة فأنزلت إعلاما تنبه فيه الطلبة بأنها لن تقبل اي ملف بعد الاجال القانونية.
ليس هذا فقط إذ حدثتني طالبة تنقلت حوالي 200 كلم للترسيم في المبيت ولسوء حظها أن الموقع مغلق من الثامنة صباحا فظلت حاملة حقائبها خارج اسوار المبيت الى أن تداركتها رحمة ربها وتمكنت أخيرا من الترسيم على الموقع ثم سمح لها المسؤول بالدخول للمبيت يعني حتى أخطاؤهم يتحمل مسؤوليتها المواطن لهذا نحن لا نحتاج الى تطور الادارة التونسية وإنما نحتاج الى ثورة حقيقية تقطع مع الماضي تماما.