عثرت هنيّة على وُريقة مطوية في جيب سروالي وهي تهمّ بغسله ،فطلبت من نعيمة بنت عمي ان تقرأها لها ، فهجمتُ عليها أحاول انتزاعها منها،ولكنها،بنت الحرام،أصرّت أن تقرأ منها بصوت مرتفع ويا للفضيحة المدوّية،
كانت رسالة حب كتبتها لزميلتي في القسم بالسنة الاولى ثانوي"السابعة أساسيا اليوم":
"حبيبتي ونور عيني،أحبك بعدد ذرات البحر،ونجوم السماء،،،"توقفت نعيمة عن القراءة فجأة وقد تضمخت عيناها بالدموع وأسرعت إلى احضان هنية وهي ترمقني بنظرات نارية حانقة،أما هنية فقد صرخت في وجهي غاضبة:
"هذا واش تعلمت في الليسي،يعطك كْلبْ،نحنا متاع الكلام هذا،من تو ،تحب في البناويت؟"
صمتت قليلا ثم أعقبت بنبرة يرعشها حزن خفيف:"راهو ،يا الطيب ولدي،ما تنجم تحبك كان أمك،الناس لكل يجيهم نهار ويمشو على رواحهم،حب روحك وحب امك،وما تحبش البشر راهم يتعبوك بالفاضي"
اطمأننت لها واقتربت منها،وطرطاااف أول أعقبته بطرطاف ثان ،وراحت تصرخ فيَ:
-توة تشوف ،الاّما يطيح فيك سيدي حميدة يجعلنا في بركتو،لخاطر تتبولد على بناويت النّاس،برّا هزلو شويّة شمع وجاوي وڤلّو سامحني.
ولم تمرّ الحادثة على خير ،فقد أشاع المنصف ولد عمّي في كل الدوّار أنّ الطيب ولد عمّو "يكتب في الكلام الخايب للبناويت"
مما جعل الجميع رجالا ونساء يحدجونني بنظرات نارية ويبصقون على الأرض بحنق كلما مررت أمامهم
واصطحبتني هنيّة ذات صباح لمقام الوليّ الصالح حيث أوقدت الشموع وطلبت منه متخضّعة وهي تمسّح على قماش ضريحه أن يتجاوز عن زلّتي،ثم أمرتني أن أجثو على ركبتي وأطلب منه أن يعفو عنّي
ومن يومها امتنعت عن ،،،،،وضع رسائل الحب في جيوبي خشية اكتشافها من هنيّة.