حديث في شؤون يومية .. الكنام و مصيرنا الاجتماعي .

Photo

حديث عن العام من حدث ذاتي ..

وصلتني منذ دقائق ارسالية مألوفة من صندوق التأمين على المرض تعلمني ببلوغي سقف المصاريف في تغطية أمراض سنة 2018 .

ليست هذه المرة الأولى و لا اظنني الوحيد من الموظفين التونسيين في الأرض منذ احداث هذا الصندوق الذي لا يقل وضع الحوكمة فيه غموضا عن باقي أوضاع الصناديق العمومية الأخرى التي تسير نحو الانهيار في عصر انهيار دولة الرعاية الاجتماعية و تخليها عن وظائفها حثيثا في ظل الانهيار المتعاظم للقطاع العمومي من صحة و تعليم و نقل و تغطية اجتماعية و تقاعد ايذانا بتعمق انهيار وضع اجتماعي محتقن يذهب سريعا نحو توحش ليبرالية سوق اعمى تتاكل فيه الطبقة الوسطى ليتسع قاع الطبقات الاجتماعية السائرة نحو الخصاصة .

لا أذكر اني استعملت كثيرا خدمات الصندوق هذا العام أو قبله باعتبار اننا كثيرا ما نقتني غالبا مثل كل التونسيين ادويتنا في الامراض الخفيفة دون وصفات طبية علما و اني لا استفيد بها إلا انا و ابني الاصغر باعتبار أن الزوجة تتمتع بخدماته فرديا كموظفة و باعتبار أن نور قد غادرت مجال الخدمة منذ بلوغها سن ،، التكليف ،، لتستمع بخدمات طلابية لا يستعملها أحد فنضطر إلى دفع ما تحتاجه من جيوبنا و الحمد لله على صحة الأبدان .

في هذا العام و لله الحمد على كل حال دفعت في حادث كسر لا يعترف به الكنام ما يقارب الثلاثة آلاف دينار لعملية جراحية و من المتوقع أن أضيف نصف هذا المبلغ قريبا لنزع ،، الحديد ،، من رجلي بعد تعافيها و في الحالتين لن يتحمل ،، الكنام الموقر ،، مسؤولية التغطية .

أتساءل في أحيان كثيرة من موقع موظف عمومي لم يكتو بالبطالة و يدبر حاله على كل حال بالقليل المتاح و يسأل الله الستر ..أتساءل ما هو حال الفقراء و عموم الذين يعانون لعائلة كثيرة العدد و باجر وحيد ؟ بأي معايير يسير هذا الصندوق الغريب ؟ و كيف يرصد و يقيم سقوف العلاج في وضع انهارت فيه المستشفيات العمومية و ارتفعت فيه أسعار الطبابة و المصحات الخاصة و اسعار الدواء ؟

هل هناك نية التدقيق في أوضاع صناديق يؤكد الجميع حجم الفساد الذي نخرها عقودا ؟ و يبقى السؤال الأعظم: اي مصير ينتظر هذا الشعب الكريم في صحته و تقاعده و تعليمه و نقله و سكنه في ظل هذا الطوفان الهادر لضرب المكاسب الاجتماعية و مزيد من اللبرلة و نهب الثروات ؟

لك الله يا جيل المستقبل ..اما نحن فهانا نسلكو فيها بالحيلة لين يهز مولى الحاجة حاجتو …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات