اختار جزء من خصوم النّهضة التّقليديين المدخل الخطأ لتدشين حملتهم الانتخابيّة المضادّة ، وهو النّبش في الملفّات القديمة التي أغلقها القضاء بعد استيفاء كلّ أطوار البحث والتّحقيق ودرجات التقاضي ، بحثا عن أيّ خيط يربط خصومهم بالاغتيالات والإرهاب ،
من دور المعارضة بل من واجبها كشف إخلالات الأحزاب الحاكمة واستثمارها في حملاتهم الانتخابيّة ، وتقديم التصوّرات البديلة لإدارة الشّأن العامّ ،
يبدو أنّ هذا النّسق من التّدافع الدّيمقراطيّ لم يعد كافيا لإحداث الفارق الانتخابي فوقع اللجوء إلى أساليب أخرى قصوويّة لا تهدف إلى إضعاف الخصم بل إلى نسفه وتدميره عبر ربطه بملفّ ثقيل الدّاخل إليه مفقود.
للنّهضة أخطاء اعترفت ببعضها علنا وربّما احتفظت بتفاصيل بعضها، وأُنْجِزَت أعمال أكاديميّة في الجامعة التّونسيّة حول كثير ممّا يتعلّق بها من قضايا ملتبسة ، ومازال الكثير ممّا يمكن أن يقال في الإطار البحثيّ لكن دون الحاجة للقيام بإسقاطات تاريخيّة وتوظيف سياسويّ وانتخابويّ لن يزيد القائمين عليه إلا ارتباكا وحرجا أمام الرّأي العامّ.