"تغلغل النهضة في أجهزة الدولة "... عنوان مخيف وكأنّ الدولة كانت مستقلّة عن الحزب الذي حكم البلاد لعقود. في تونس، الأحزاب "الكبيرة "تسعى للتغلغل. تعرفون لماذا ؟
لأن السياسيين لهم نفس فكر "الدولة الغنيمة"، ولهم خلط بين الحزب والدولة. التجمّع حكم البلاد لأنه متغلغل في أجهزة الدولة، ووظفها لعقود ليبقى في الحكم؛ والنداء بشقيه، شق يوسف وشق حافظ، استعمل نفس المنظومة ليربح الانتخابات.
والمعركة اليوم بين الشقين ليست معركة برامج ورؤى مستقبلية لتونس، أو أياد نظيفة أو محاربة فساد في شق دون الآخر. هي معركة مُعلنة لربح أكبر تغلغل في أجهزة الدولة.
يوم نصل إلي تحقيق مطلب الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، ويوم نحدّد دور الأمنيين والجيش والعدل والأحزاب وتدخّل الخارج (وهو عنصر لا يقلّ أهمية عن بقيّة العناصر ) في بناء هذه الدولة، سنبتعد عن منطق التغلغل والتمكن من الدولة والاستيلاء على الدولة.
ما عدا ذلك سيبقى "تغلغل الحزب X" في أجهزة الدولة هو الهدف غير المُعلن للأحزاب التي تسعى إلى بسط سلطتها على الساحة السياسية وإلى الإمساك بخيوط اللعبة في الداخل.
نسيت أن أقول إن التجمع استعمل البعض وسمح لهم بالتغلغل في الثقافة… ونحن نعاني من ذلك إلى اليوم .