التهديد السعودي..

Photo

آل سعود يعترفون..

بيان وزارة خارجية السعودية عندما يقول بأن المملكة تؤكد "رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية"، وأنها "إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر"..

هذا لا يعني إلا شيئا واحدا، وهو أنهم يعترفون باغتيال جمال خاشقجي. وإلا كان عليهم أن ينفوا اغتياله ويقدموا الأدلة على ذلك، لأن ذلك من شأنه أن يحول دون الوصول إلى فرض العقوبات الاقتصادية وغيرها.

أن تقول السعودية بأنها "سترد بإجراءات أكبر" في صورة "فرض عقوبات اقتصادية بحقها"، فهذا لا يتجاوز الكلام، فالكيان السعودي لا يمتلك أي مقومات للتهديد أو لرد الفعل، والمسألة ليست عنطزة، وإنما عقيدة وثقافة مبنيتان على الخضوع لأمريكا، فضلا عن أن الاقتصاد السعودي يرتكز كليا تقريبا على تصدير النفط، مقابل توريد كل شيء.

وأمريكا هي التي تحدد لهم سقف الإنتاج، وسعر برميل النفط وتحتفظ بنوكها بمداخيلهم من البترول فلا يتحكمون فيها، والراعي الأمريكي متغلغل في تفاصيل تفاصيلهم، فيستحيل عليهم التخلص منه أو حتى التفكير في ذلك.

إلا أن بيان الخارجية السعودية يؤكد شيئا واحدا هو ثبوت اغتيالهم لجمال خاشقجي، خلاف ذلك كان عليهم أن يبقوا في مستوى التحقيقات كأن يبينوا أنه حي يرزق أو أنه غادر قنصليتهم بسلام، لا أن يمروا مباشرة إلى الرد على التهديدات التي أحسوا أنها تستهدفهم.

وأما الذين قد يتذكرون حظر النفط عام 1973، فالإطار التاريخي مختلف تماما.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات