محسن مرزوق و مشروع بلا أفاق …

Photo

محسن مرزوق صاحب الظهور الإعلامي الرشيق الذي يتحفنا به من حين الى أخر حاملا معه تناقضاته المتتالية و مواقفه المتسرعة التي لا ترتقي لمستوى النضج و التعقل المطلوبين في رجل السياسة و هما بمثابة الخاصية المحورية و الجوهرية المحيطة بالبيئة التي تؤخذ فيها القرارات المصيرية و تبنى في خضمها المواقف المفصلية …

بلا أدنى شك ، و على الأقل حتى من خلال جملة من المحطات التي سنقف عندها ،هو رجل يفتقر لميزة أساسية تجعله يركض في سباق بلا نهاية باحثا عن موطئ قدم له في مشهد سياسي ضيّق ، و هو ليس الإستثناء فغيره الكثير ممن تدحرج الى مثيل هذه التجربة .

و قد أسس الحزب المنشق الذي أراد منه المعطف الذي يحميه من حدّة و وقع الإستقطاب القاتل و الذي أحال الى ضيق المجال بالمكونات السياسية ، فمن لم يتموقع في أحد القطبين إلا و وجد نفسه خارج المنظومة و مرزوق من خلال حزبه نهش من أحد القطبين معتقدا أنه بذلك يفرض نفسه ...

مسيرة الرجل في نفس خندق حزبه مليئة بالتناقضات و مجرّدة من كل غشاء و رصيد أخلاقي ، فالرجل ترعرع بداية في أحضان النظام القطري و عرف مدافعا عنه قبل ان يأخذ مكانه في المحور الذي يمثل مصالح الإمارات في تونس بل و نسي تاريخه و أطل يتهم خصومه بالعمالة للنظام القطري ...

و هو الرجل الذي كان دوره بالغ الأهمية في تأسيس نداء تونس و تقلّد مناصب ذات ثقل هام صلب مكتبه السياسي ثم انشق عنه ليؤسس دكّانه الجديد بلافتات و بضائع الدكان الأول و سحب اليه قاعدة هامة من انصار نداء تونس بل هو أول مسمار دقّ في نعش نداء تونس .

ثم وصل به الأمر الى تشكيل تحالف كان الهدف منه محاربة التحالف الحاكم و النهضة خصوصا و دون ان ننسى تهم الإرهاب التي يلقيها في المنابر الإعلامي … كل ذلك يجعلنا نقف بذهول إزاء المستجد الأخير و هو كالصاعقة ممثلا في تحالف جديد حكومي يضم الكتلة البرلمانية الحديثة و النهضة و مشروع تونس ، لعل بهذه الخطوة يحظى محسن مرزوق بمكانة ما صلب المشهد بعد ان أزاحه إحتكار الشيخين حسب إعتقاده.

و كذلك هو تحالف يحيل الرجل و دكانه الى شرك وقع فيه المفلسون قبله و الذين فضلا عن فقدانهم لرصيدهم التاريخي فقد فقدوا أيضا الأصل التجاري و العلامة بل و الأكثر من ذلك أصيبوا في سمعتهم السياسية ، كحائل يحاصرهم و يمنعهم من أي مستقبل سياسي .

نهاية هذا المسار من التقلبات و التناقضات واضحة فقط يكفي مجرد القراءة البسيطة لتجارب مماثلة و قريبة زمانيّا ، كذلك فعلت براقش إذ جنت على نفسها بنفسها !

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات