لمّا تم اعتقالي من طرف بوليس بن علي هزّوني م الدار و بقيت في الإيقاف لمدة عشرة أيام كانت أجهزة الداخلية تنكر الي أنا موقوفة عندهم و عايلتي من مركز لمركز يبحثو على أي معلومة اطمنهم و إلا شكون يقوللهم أنا حية و الا ميتة .. لمّا أطلق سراحي توجهت مباشرة لبابا في حانوتو في نهج المر..
لما وقفت قدامو ما صدقش الي هو يرى فيّا من جديد .. تسمّر في مكانو و أنا ارتميت في أحضانو .. لأول مرة في حياتي شفت بابا يبكي : بكاء فرح و قهر.
سنوات و بوليس بن علي يمشي و يجي على دارنا في كل وقت يظهرلو .. في الفجر .. في الصباح .. في العشية .. يهزوني مرة لمركز الأمن مرة لمقر الفرق المختصة مرة لأمن الدولة ..
و في كل مرة كانت دقتهم ع الباب تخلّي أمّي تدخل في حالة رعب حتى أصبحت كل دقة ع الباب سوط عذاب يمزق قلب أمي و بقي الرعب يرافقها حتى بعد الثورة حتى وفاتها .
أنا إذا استطعت نهار نسامح على كل الي عشتو من ظلم و قهر و تعذيب بدني و نفسي ووووو و كل الي حكيت عليه و الي ما انجمش نحكي عليه .. إذا نجمت نسامح على هذا الكل .. عمري و أبدا لا باش نسامح على كل دمعة قهر هبطت من عينين بابا. و لا باش نسامح على كل لحظة رعب حسّتها أمي .
مانيش مسامحة الي قهر بابا و أرعب أمي .. و مانيش مسامحة الي سامح .