هل حقا فشلت العملية الارهابية؟

Photo

نبعدو شوية على كلام الإنشاء وبلاغة التسطيح وقداسة السفسطة..

قال الخبير البارح في إحدى قنوات النفاق الوطني أن العملية وقع التخطيط لها منذ شهر على الأقل..خليني نفهم عاد..عندنا إرهاب متمرس عريق في الميدان ما نجمناش نقضيو عليه رغم تجند مختلف الفرق الامنية والعسكرية متاعنا..رغم أنو عندنا خبراء أقل واحد فيهم قامة ونصف موش متاع قامة و رغم المعلومات الاستخبارية الدقيقة متاع سارق الماشية و أتباعو..

مالا قلت لي شهر تخطيط والنتيجة صفر قتلى..والتفجير يصير بعيد على أي مقر سيادي..معناها الارهابيين الاشاوس متاعنا ما عندهمش الامكانيات التقنية باش يعملو جهاز ناسف عليه القيمة..ولا عندهم الامكانيات اللوجستية باش يحطو قنبلة في المكان المنشود..ولا عندهم من حسن التخطيط والدقة في التنفيذ باش يستهدفو الاشخاص اللي حاجتهم بيهم..مالا الحافلة متاع الامن الرئاسي لازم فجرتها الملائكة..

خلي نكونو واضحين واخطاكم من خبراء الهانة..الارهاب يستثمر في النتائج لا في المظاهر النوعية..معناها العملية الارهابية موش لازم تكون spectaculaire باش تعتبر ناجحة..النتائج موش خسائر مادية أو بشرية فقط..أحيانا العامل الاساسي المهم هو العامل النفسي..أي عملية يتم إنجازها هي عملية ناجحة في بروتوكول المخابرات وفلسفة العمل الارهابي..

معناها بطريقة اخرى نجاح هذه العملية بالذات في فشلها الظاهري..

خلينا نشوفو الامور من زاوية اخرى..الماتريال: صناعة تقليدية بدائية ما تنجمش تخلف اضرار كبيرة..التنفيذ: مواطنة عادية ما عندهاش علاقة مثبتة بالارهاب المحترف..المكان: ما عندوش قيمة استراتيجية ولكن قيمة رمزية يمكن توظيفها عاطفيا من طرف جماعة جو بلوغ ما تونيزي..هذا في لغة الاقتصاد يتسمى استثمار آمن..يعني تحقيق الغايات بأقل التكاليف و أخف الاضرار..

ماهي الغايات ؟

ممكن تفهم الغايات من ردود الفعل الأولى..مهندس العملية يعرف الشعب التونسي شوليقة شوليقة..يعرف جيدا الدهاء السياسي الاسطوري لقيادتنا اللي في كل حدث جلل تتحفنا بتصريح يحش الركايب..و قد صار..يعرف تشرذم الطبقة السياسية وفلسفة الغنيمة التي تحركها لاستثمار المصائب من أجل مكاسب سياسية بالإتهام والتحريض..

و قد صار..يعرف أن كل كارثة تصير باش تغذي شعور عدم الرضا الشعبي على الأداء الأمني والاستخباراتي و تعطي فرصة لبعض المرضى باش يرجعو الى لوبانة اتهام زيد أو عمر بإضعاف القدرات الامنية للدولة وتعطي فرصة لمحبي العبودية باش يمارسو العويل المحبب لديهم على محاسن الانظمة الديكتاتورية..

و قد صار..يعرف انو حدث مثل هذا باش يشغل الرأي العام على القضايا الجوهرية و يعطي فرصة للماكينة التخريبية باش تخدم براحة بفضل الإعلام الجاهل اللي عندنا..يعرف أنو الامم القوية يزيد تماسكها عند المحن وأحنا يكبر تناحرنا..و هذا باش يصير..

مالا ما تقوليش عملية فاشلة..الفاشل هو من يراها فاشلة..و سلملي على الغرفة السرية..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات