الإرهاب هناك ... وهنا

Photo

خلال تدخلاتي الإعلامية حول عملية شارع الحبيب بورقيبة كنت أشير إلا أن إرهاب المدن متزامن مع إرهاب الجبل في ربط منهجي واضح انتهجته الحركات الإرهابية لتشتيت قوة الدولة وتثبيت قدرة الجماعات الإرهابية على المبادرة والمباغتة،

لكن التدخلات الإعلامية والسياسية ركزت على العملية الإنتحارية في وسط العاصمة لكونها على تماس بالامن والناس وكونها ضربت منطقة حساسة وذات ابعاد رمزية… وتم تناسي رعاة الجبل الذين بترت سيقانهم جراء لغم مضاد للأفراد، ونسيناهم في مستشفى سوسة.

سيتحفنا والي سوسة بزيارة تضامن للمصابين مرفوقا بورقة نقدية من فئة 10 دنانير، سيعود الرعاة للجبل بساق واحدة كي تسبقهم نعاجهم فلا يلحقونها،

في حين تصدرت أبواق العبودية المنابر الإعلامية للحديث عن مشاريع قانون حماية الامنيين، فلا العشرة دنانير قادرة على تجفيف منابع الإرهاب من أحزمة الجبال، ولا قوانين حماية الامنيين قادرة على حماية المدن من الهجمات الإنتحارية..

بعد كل عملية إرهابية يكثر صراخ العاجزين وعويل السياسيين، سنتحدث عن إستراتيجيا مكافحة الإرهاب، لكننا ننسى أن عويلنا ودموعنا هي دموع التماسيح السياسية، وأن إستراتيجيا مكافحة الإرهاب تحتاج رجالا وطنيين يوظفون إمكانيات الدولة الإقتصادية بأسس علمية وإرادة سياسية حقيقية…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات