بين غراب قرطاج وثعلب القصبة: جبن الحكومة.....

Photo

إذا كان بدا من توصيف التحوير الوزاري الذي أقدم عليه يوسف الشاهد، فهي حكومة "الفرز" على أساس "الولاء والبراء" بمعنى أن لا الباجي ولا الشاهد يرضى ويقبل بل يطمئن بغير "الاصطفاف" الذي لا لُبس فيه ولا غُبار عليه، وأساسا معاداة الطرف المقابل معاداة لا تقبل التأويل.....

لذلك هي حرب كسر عظام وعضّ على الاصابع، لا فرصة فيها للتعادل، بل فقط تحديد شكل انسحاب الطرف المقابل وشروط رفع الراية البيضاء وإعلان التسليم والاعتراف بالهزيمة…

الباجي وإن كان منطقيا خسر الحرب في بعدها الاستراتيجي إلا ان "عائلة قائد السبسي" في تارجح (وهنا لبّ المسألة) بين انتظار "معجزة" تنقذ الموقف، او عمليا تحسين شروط التفاوض...

في عرف الباجي سليل دولة البايات ودولة الاستقلال الداخلي، لا محرم عند حروب "الحياة أو الموت". بورڨيبة اقدم على تصفية صالح بن يوسف دون شعور بالذنب، في حين أمر بن علي بإعدام العديد خارج إطار قوانين دولته.

من ذلك لن يقبل "حاكم قرطاج" بان تمر أمامه الحكومة لأداء اليمين دون مقابل أو مجانا.

فقط ولا غير: إما الاستجابة لمطالبه أو تسليط الضغط عليه من اطراف اقليمية ودولية يأتي استقرار تونس (إلى حدـ الساعة) جزءا من خياراتها الاسترتيجية…

لن يرفع الشيخ الباجي راية التسليم ويسلم بانتصار الفتى يوسف، سوى عند تقاطع ارضاءات داخلية مع اكراهات اقليمية ودولية، وإلا منطق الجنرال زروق في منطقة الساحل: في التراب (جبنة الحكم) ولا عند أولاد "الق....ب"....

باجي لابنه: سرقوا الحكومة يا حافظ، لكن قرطاج معايا…

لأوّل مرة منذ الاستقلال الداخلي، يجد الرئيس نفسه في "حزب معارض"، مما يعني اننا امام حالة "تعايش" Cohabitation شبيهة بالحالة الفرنسية مع فارق ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في النسخة التونسية نزلا من بطن واحد او هو الرئيس من اشتغل "قابلة" وأخرج "الرضيع" يوسف من بطن النداء إلى قصر القصبة…

ثابت في الوعي العربي، كلما زادت القرابة كلما ارتفع منسوب الحقد وحجم العنف ومقدار الرغبة في الانتقام.

مما يعني اننا أمام تصفية حسابات قائمة وقادمة، حدودها فوز "الرضيع" بالجائزة الكبرى مقابل خوف وهلع بل هو رُهاب الباجي وذريته من "ليلة السكاكين الطويلة" على الطريقة النازية، حين لا رحمة ولا شفقة ولا مكان للماء والملح أو ذكريات القابلة مع الرضيع…

كل العنف ممكن، سواء "الرضيع" الذي يرغب في قطع الحبل السري، مقابل "القابلة" التي تريد ان تكون بمفردها صانع المجد والجاه والماسكة دون غيرها للثروة والسلطة والسلاح.....

امام مشهد لم يتخيله ابن المقفع، عقعق تكتاك يتناول الجبن بمفرده…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات