لقد كانت ثورة عارمة لا مثيل لها في تاريخ الشعوذة .. حيث وقع إقصاء الإسلام السياسي من خوانجيّة و سلفية و دعاة إلى الله و أئمّة على المنابر و علماء دين بتهمة الإتّجار بالدين و إفساد الإسلام النقي و تشويه صورة الإسلام في الداخل و الخارج ..
طيّب .. تصفييييييق ... فأنا معهم من أجل إسلام حقيقي ، عميق ، نبيل و خالي من التشويهات و التّوظيفات .. و ليرحل التجار إذن من أجل إنقاذ الإسلام .. هكذا تصوّر الهوكش السياسي و الرعاع و التافهين و المنافقين و آل النّمط ..
رحل الإسلام السياسي إذن .. أو إختفى أو تقلّص .. يا للنّصر العظيم و الباهر .. و الآن لنمرّ إلى البديل .. الإسلام الرائع و الصادق الّذي ما إن تدخل فيه حتّى تجد نفسك في الجنّة بلا حساب و لا عقاب .. فآفسحوا المجال إذن لإسلامكم التونسي الحداثي :
- المهرّج المجنون الطّالبي يحدّثكم عن إسلام متصالح مع الخمور و البغاء بل يكاد يقول إنّ الإسلام قد جاء لحماية الفسق و الفجور .
- آمال قرامي حدّثتكم البارحة عن تصالح الإسلام مع اللواط و المخنّثين و أكّدت أن الإسلام قد جاء لحماية هولاء الشواذّ و ربّما دعمهم و تحريضهم على نشر القيم اللواطيّة .
- المغرورة ألفة يوسف قالت لكم أنّها لبست الحجاب أثناء الحجّ فقط و كانت غير مقتنعة به أصلا حتّى هناك .. فالإسلام عندها هو تصالح الأنثى مع السّفور و التبرّج و الفساد .
- المسكينة غجاء بن سلامة .. تلك أشفق عليها .. كلّما رأيتها أحسست أنّها مهبولة و زغرطولها في وذنها .. أرجّح أنّها ذات يوم قد سقطت على رأسها و أنّ لها سقوط عقلي أكيد .. المسكينة تتحدّث عن الإسلام .. تصوّروا الإسلام الجديد بقيادة غجاء .. هذي وحدها توقّف المخّ ..
- النخبة الحداثية تنظّر لإسلام لا مكان فيه للسياسة .. إسلام لا مكان فيه لآيات الميراث .. لا مجال فيه للدعوة إلى المعروف و النهي عن المنكر .. لا مكان فيه لتكفير حتّى من يصرخ بكفره في الشوارع .. يعني مثلا يجلس بجانبك أحدهم فيسبّ الله و القرآن و محمد و الإسلام فتنظر له و تقول : " تي فكّ عليّ شبيك كافر " .. تتعدّالك إرهابي وهابي تكفيري و بصدد التّحضير لعمليات تستهدف الجيش التونسي .. و ممكن ماعادش تشوف الشمس لين تموت .. فبحيث..
الخلاصة : تبّا كم أنا مختلف جدا و جدا عن هذا الشعب .. أشعر بغربة تطقطق عظامي .. و كلامي أعلاه ليس أساسا غيرة عن الإسلام فأنا مسلم ضالّ و ضعيف و مسكين .. لكن أكره الشعوذة إلى أبعد الحدود .. يعني قد أسكر مثلا لكن لا أتجرّأ على قول أن الإسلام لا يحرم الخمر .. قد لا أصلّي لكن أقرّ أنّه منطقيا و دينيا و عقليّا و حتى برجوليّة من غير تفلسف : من لا يصلّي كافر أو فاسق .. و هؤلاء النّخب لو كانوا شجعانا لقالوا : كفرنا بدين محمّد ...
فبحيث .. هؤلاء النخبة التعيسة و الماكرة و الوضيعة .. أنا منحاز ضدّها للشّيخ الرائع وجدي غنيم .. فذاك هو دوائها الفتّاك .
أنا .. رجعي و أفتخر .