ليس لأنّ الشباب تافه كما يدّعي البعض ولا لأنّ الشباب غير مُهتمّ بالشأن العام ولا لأنّ الفردانية أصبحت منوالا والأنانية سلوكا والمعيش مُعولما والتفكير مُلبرلا…
لأنّ ما نُعاينه من التفاف الشباب حول الجمعيات الرياضية وما نراه من إبداع في الدخلات وفي الشعارات وخاصة في الغرافيتي الذي غطّى أغلب جدران الشوارع يدحض كلّ تلك الفرضيات.... تفاعلات شباب الفيراج مع موت عمر وحركة "اتعلم عوم" تجعلنا نٌعيد قراءة المشهد من زاوية نظر الشباب وليس من زاوية نظر الكهول والشيابين…
الشباب يبحث عن تموقع خارج المنظومة القديمة يبحث على حكاية تتوائم مع السياقات التي يعيش فيها .. الحكاية فلسفتها غير فلسفة السياسيين البراغماتيين وروابطها غير روابط النخب الإنتهازية؛ هي فلسفة الفيراج وروابط أولاد الجمعية: تضامن ما فيهش انتهازية والرجولية قيمة ثابتة والإنتماء حقّ مُقدّس غير خاضع للتفاوض ...
الشباب يبحث عن إطار خارج الأطر التقليدية إطار يستوعب جموحه وأفق رحب يخليه يحلّق دون خوف من الفشل وخاصة دون معايير منمّطة وتقييمات ركيكة وجدها في الملاعب ولم يجدها في المدرسة ولا في الجامعة ولا في بقية مؤسسات المجتمع...
لأنّ في الكرة الفشل جماعي والنجاح جماعي والفرحة مُشتركة والحزن أيضا مُشترك... في الفيراج الناس الكلّ "أخوة" وكلمة زع تهز الكلّ...
الشباب وجد أنّ كرامته في انتصار "جمعيته" وأنّ هيبته في هيبته "النادي" وانتماءه للجمعية يتجاوز انتماءه للدولة او للحزب وحتى للعائلة…
الشباب التونسي عايش حكاية مزيانة ما يفهموهاش الغولّة متاع السياسة... ربي يحمي شباب تونس من ارتدادات احباطات شيوخ السياسة…