مسمار في حيط لمدة يومين

Photo

تم تنزيل المرتب الشهري بشيء من التأخير وهو ما تطلب سلفة شخصية إضافية لتغطية مصاريف الأيام الأخيرة من الشهر، ولكن أين هذا المرتب، الذي يناهز ثلاث مرات الأجر الأدني في تونس، بعد يومين من نزوله المبارك؟

ثلثه الأول ابتلعه مباشرة الفراغ البنكي الأحمر كسلفة افتراضية قارة لا غنى عنها، و ثلثه الثاني اقتطعه البنك أيضا مباشرة لخلاص قرض استهلاكي، لا عقاري ولا استثماري بل صحي استشفائي، مدة سداده ثلاث سنوات، أما ثلثه الأخير فقد تم سحبه في اليوم الثاني ليتم تحويله إلى حساب الملاك عبر حوالة نقدية بريدية بعنوان كراء محل السكنى... هذا كل ما في الأمر.

لا يهم ما دام الرصيد العزيز الذليل قد عاد مهرولا سريعا إلى صفر الأمان من دون حزام أمان و"دخل في حيط" ، بعد أن تم تصريف الثلاثين دينارا الزائدة عنه في شؤون الحياة اليومية لمدة يومين، لا أكثر ولا أقل.

قل لمن قال، ناصحا تعيسا بالوظيفة العمومية منذ ثلاثين عاما، إنها مضمونة و "مسمار في حيط" : طاح الحيط وتكسّر المسمار بعدما صدّد وشارف على التقاعد.

ويقال إن الحائط هو الدولة، أو بالأحرى ميزانيتها، و إن وضعها المختلّ لا يختلف بالمرة عن وضع موظفيها إفلاسا وتداينا... ولذلك تضامنت حكومتها المسمارية المتصندقة معهم حين قرّروا الإضراب فقرّرت بدورها العطلة...لعلها مسمار أخير في نعشها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات