ما يطمن الشاهد رغم نجاح الإضراب، غياب البديل السياسي الفاعل والملموس، أي برنامج يقطع مع املاءات صندوق النقد الدولي ويذهب في منوال تنمية يؤسس لشعارات الثورة القائمة على الحرية والعدالة الاجتماعية....
الاقتصاد التونسي موبوء وبه علل شديدة، وركوب صندوق النقد الدولي نتيجة حتمية وليس فقط سببا بمفرده: الفساد ينخر البلاد والتهريب صار "النشاط الاقتصادي الأرفع ربحا" دون ان ننسى غياب منظومة جبائية فعلية وفاعلة…
رائع جدا بل عين الصواب ان يرفع نور الدين الطبوبي الصوت عاليا في وجه وحش صندوق النقد الدولي، لكن الاروع ان يتحول الاتحاد ويرتفع ليكون قاطرة الاصلاح الهيكلي المطلوب.
من باب الحق وعدم التعمية على الحقيقة، الطبقة السياسية الفاعلة على الساحة السياسية والبرلمانية طبعت جميعها ودون استثناء (بطريقة او بأخرى وبدرجات متفاوتة) مع بعبع "الفساد/التهريب" ومن ثمة يكون مقبولا بل مطلوبا إن لم يكن مشروعا التنظير لدرجات الفساد المتراوحة بين المحمود/الشرعي مقابل المذموم/الحرام. ليكون الشاهد (الوظيفة قبل الشخص) نتاجا طبيعيا لمجتمع مدني/سياسي طبع مع الفاسدين واعتبر الفساد مجرد قوس قزح....
لذلك لا حلول في المستقبل المنظور والمتوسط سواء منطق "زيد الماء - زيد الدڨيڨ"، اي منافسة في القفز العالي بين الاجور والاسعار، مما يرفع من نسبة التضخم، و(الأخطر) يدفع فئات متزايدة إلى قاع المجتمع، أين لا عقيدة سوى "عليّ وعلى الجميع"…