بداية أود الاشارة الى أنني ...كما الاغلبية الساحقة من التوانسة ..لم أسمع بحياتي بالسيدة بسمة الخلفاوي..فلم تعرف تونس هذا الاسم , إلا بعد الاغتيال الوحشي لشكري بلعيد,المخطط له بصفة ....ماكيافيلية....
تتالت الاحداث بعد تلك العملية الجبانة ,في الاتجاه المسطر له بعناية فائقة ,لعبت فيه هاته السيدة و"رفاقها " دورا محوريا ,.... عندما شاهدتها بالأمس بنشرات الاخبار التلفزية ,ضيفة مبجلة عند السبسي , تذكرت حادثة ,تعود الى 3جانفي 2014 بمطار قرطاج ,حادثة معبرة ,وذات دلالات عميقة.
كنت مسافرا نحو دوسلدورف /المانيا ,كان الصف طويلا يتحرك ببطىء ,شأن صف المسافرين نحو باريس المحاذي للصف الذي كنت به…
المهم ,كان التحلي بالصبر ,الادب ,والتمدن ,هو السائد بين عموم المسافرين , الى أن تفاجأ الجميع ,بسيدة متأنقة ,تجر وراءها حقيبة صغيرة ,تتعدى وتجاوز ..الجماهير الشعبية العالقة بالصف ...متجهة مباشرة ,"لا وسع لا بالك",الى مكتب التسجيل تجاه باريس,وعندما تم تجاهلها لعدم احترام القانون ,تراجعت الى الخلف غاضبة ..وهي تتمم ..بالفرنسية !!! Ah non .. c’est pas possible.. c’est pas possible…
إنزوت جانبا ,أخذت هاتفها الجوال ,كونت رقما ,ثم وشوشت,غيرمبالية ب ...الجماهير الشعبية المستائة ..
والله العظيم ,بعد بضع دقائق ,رأينا ضابط ديوانة بعدة نجوم ,يهرول نحوها ,إعتذر لها ,أخذ جواز سفرها ,جرخلفه حقيبتها المجرورة الصغيرة , ,وقال لها إتبعيني …
كنت شاهدا على عملية إختراق ب "امتياز" لمطار قرطاج الدولي فبحيث ,كفي من التدجيل على الخلق, كفى عبثا, بأمن واستقرار البلاد ..كفى ..كفى..