اعتقد ان ابن الجوزي نسي او فاته ان يلحق هذا السؤال بأخبار الحمقى والمغفلين اذ هوًيضاهي في حمقه خبر ذاك الرجل الذي سال شيخه ما الكموج قال اين قرأت ذلك قال في قول امرىء القيس وليل كموج البحر. قال هو دابة تقرا ولا تفهم .
من قال لك ناضل اما ان يصدر عن جبان يريدك ان تجبن مثله فتستويان في العهر وحينها ترد عليه بقول عنترة وإذا الجبان دعاك يوم كريهة خوفا عليك من ازدحام المحفل فاترك مقالته ولا تابه بها واقبل اذا حق اللقا في الاول.
سؤال من قال لك ناضل هو هنا بالضبط المرادف الاحمق لسؤال من قال لك كن رجلا وأما ان يكون صادرا عن احمق كصاحب كموج. الذي مر بِنَا وهم انواع كثر فنسأل لكل سؤاله
لماذا لم تسال بورقيبة وأنت تعتبره المجاهد الأكبر من قال لك ناضل من اجل الاستقلال .
لماذا لم تسال شيغفارا من قال لك ناضل وأنت تعتبره رمزا للثورة . لماذا لم تسال عبد الناصر وأنت تعتبره رمز تحرير الأمة العربية من قال لك ناضل .
هل احد من هولاء جميع وغيرهم وبصرف النظر عن موقفنا البعدي منهم طلب احد ما منهم ان يناضلوا للأهداف التي وضعوها نصب اعينهم .
هل يمكن ان نسال ايها الاحمق ثوار الجزائر من قال لكم ناضلوا حتى يموت منكم مليون ونصف
اما هنا فهو سؤال يدل على بلادة نابعة من عمى ايديولوجي لذا نقول انه اذا ضاقت الرويا تبلدت العبارة
مع الاعتذار للنفري.
ثمة مغالطة تحكم نظرة كثيرين لمسالة النضال ضد الاستبداد ومن ثم تصوغ موقفهم من قضايا العدالة الانتقالية بتفاصيلها. هذه المغالطة تقول ان من يطالبون بالعدالة ليسوا مناضلين لأنهم كانوا يعملون عملا حزبيا من اجل الوصول الى الحكم ولَم يقل لهم احد ناضلوا .
وهذا صحيح اولا. لا يمكن ان نعتبر الحزب حزبا ما لم يكن هدفه الوصول الى الحكم وتنفيذ برنامج يُؤْمِن به ويمكن لغيره ان يناقشه في برنامجه ويعتبره غالطا وغير صالح ومن يقول انه لا يسعى للوصول الى الحكم فهو كذاب منافق لا تصدقوه ولاتختاروه لأنه لا يقول ما يخفي وهذا خطر. حتى وان نطق بها في جامع .
كنت أناضل من اجل ان احقق ما احلم به عبر موسسات الدولة اذا اختارني الناس. قد افشل وقد اكون غالطا هذا موضوع اخر لكني لا استحي ان اقول ان جوهر نضالي في الحزب هو من اجل الحكم لتنزيل برنامجي الذي اعتقد انه صالح للشعب فان وصلت وانحرفت ببرنامجي وصار مصلحة حزبية وجب على الشعب ان يخوض نضالا اخر من اجل إراحتي وهذا النضال لن يكون إلا وفق قاعدة ما يُؤْمِن به المناضلون الذين ليسوا بالضرورة فريقا واحدا.
وهنا نأتي الى عنصر من قال لك ناضل. نعم لا احد قال لي بل انا قلت لنفسي ان هناك سلطة منحرفة وان برنامجي افضل منها لصالح الناس وندبت نفسي عوضا عن الناس هكذا قناعتي ولَم انتظر حتى يقال لي ناضل ولو كان الناس يقولون لبعضهم ناضلوا لما كانت هناك فرصة لانحراف السلطة لأنها ستدرك ان الجميع يتناصح بالنضال وان هناك قوة موازية للسلطة التي كانت حزبا يريد ان يصل الى السلطة من اجل الناس كما يدعي.
اما وقد صمت الكثير فالرواد والنخب لا يكذبون اهلهم وشعبهم ولا ينتظرون تفويضا وهكذا تتضح المسالة. انا أناضل دون طلب ومن اجل الحكم لتنفيذ برنامج أراه صالحا للناس وكل ما يصيبني من السلطة المنحرفة تتحمل الدولة نتايجه اذا نجح النضال في تحقيق أهدافه كما وقع مع الثورة
لذا كل مناضل لا يستحي ان يقول انه ناضل من اجل الحكم وانه لم يطلب منه احد ذلك وان كل ضر مسه وجب تعويضه حتى يبقى للنضال معنى ولا تستبد السلطة لا باسم الناس ولا باسم بالله.