فرنسا تعيش احلك ايامها مع ثورة احتجاجية ومطلبية واسعة النطاق قد تقلب كل الموازين في البلاد ومع ذلك لم تنس فرنسا اعياد نوال و المسيح والسنة الجديدة …. ادخلوا على المواقع الفرنسية..و تابعوا القنوات التلفزيونية الفرنسية..واتصلوا بأفراد عائلاتكم هناك ستشاهدون اجمل المناظر واحلى الابداعات في فرنسا كلها التي اصبحت لا تلمع فقط * بالجيلي الاصفر* انما ايضا تبتسم بكل الالوان وبكل انواع الاضواء وبكل انواع الاطعمة والحلويات والمرطبات التي يتم اعدادها حاليا مع الاستعداد بملايين الخنازير والبط والديكة لذبحها ليلة راس السنة .
ولا تنسوا ان تسالوا عن البيوت الفرنسة ..فقد علمنا ان اكثر من 15مليون شجرة بألوانها تم بيعها بأسعار مذهلة او اقتطاعها لدى اصحاب الغابات الصغيرة او توزيعها مجانا عن طريق الجمعيات..اضف اقتناء الفوانيس ..وأدوات الزينة ..وغير ذلك كثير…
اما نحن فإننا لم نتعلم منهم ذلك إلا ما يمكن ان يبعدنا عن روحنا وهويتنا اي اننا نتعلم منهم احترامهم. لكن لا نتعلم احترام انفسنا وهويتنا. ونعمل على تحويرها وتحسبينها ففي كل مناسبة تتعالى الاصوات عندنا ..لماذا رمضان ..ولماذا الصوم ..ولماذا العيد ..ولماذا ذبح الاكباش …ولماذا راس السنة الهجرية ..ولماذا تزيين الجوامع بالأضواء ..
وتبدأ الحسابات والصراخ للتأكيد ان كل ذلك مكلف ..والبلاد في حاجة الى اموالها…بل هناك من يروح في السخرية من اعيادنا ومناسباتنا ..وهناك من قال بان عيد الاضحى يؤكد اننا ارهابيون ..وهناك من يشتم الاسلام والعروبة ويعلن انه لا يحترمهما لأنهما خارجان عن روح تونس قبل الاسلام… اليس كذلك..؟! ام علينا ان نفسر اكثر … الم تطلعوا على ما يقال لنا في كل عيد فيفسدون سعادتنا ..وينغصون علينا فرحنا بدعوى انهم مثقفون ..ولا يقبلون بسلوكنا الرجعي المتخلف…
وها ان فرنسا ..وهي امهم ..في حاجة الى الاموال.. ها هي السلطة لا تجد كيف ترفع في الاجور ..ولا كيف تجد الاموال للزيادة في جرايات المتقاعدين وفق غلاء المعيشة … ومع ذلك تنفق المليارات لإسعاد الشعب ..وهي لا تضع هذا في كيس ذاك..ولم تنقص لا البلديات ولا المنظمات ولا الجمعيات الخيرية ولا المواطنين اي شيء من طقوسهم ونفقاتهم .
فلماذا لا يتكلم السادة المثقفون وأشباه المثقفين والمرضى بالآخر في بلادي. ولا ينتقدون امهم فرنسا … لماذا ينغصون علينا حياتنا ..في اعيادنا..و في اعيادهم نجدهم يسافرون الى فرنسا لقضاء عطلة الشتاء والإنفاق بالملايين على نوال وراس السنة الميلادية … اسالوا وكالات الاسفار هذه الايام عن الحجوزات .. اسالوا البنوك عن بدايات تغيير العملة بالاورو ..واسالوا عن اعداد الطائرات التي ستنقل التونسيين الى اروبا ووجهات اخرى قبل وأثناء عطلة الشتاء ..
وهؤلاء يمرضون عندما يقترب رمضان او عيد الفطر ..وعيد الاضحى… نعم ..هكذا انتم ..بل هناك من الذين يتبنون افكاركم في تونس يستعدون الان للاحتفال بنوال ..وبدؤوا يقتنون الاشجار الخاصة والفوانيس ..وإذا ما تحدثوا عن واحدة من اعيادنا قالوا هذا تخلف….وعنصرية وفساد وإنفاق غير ضروري .. انهم ينغصون حياتنا ..نغص الله عليهم حياتهم…