مجاملة ،، جماهير شعبنا العظيم ،، باسم الحق في الغباء و هتك الاعراض …
الهايكا توجه ،، لفت نظر ،، الى احدى القنوات على خلفية اتهام غير ثابت بالفساد لاحد المسؤولين السياسيين في تقرير تلفزي صنف نفسه في باب الصحافة الاستقصائية .
لفت النظر كما هو معلوم هو ادنى العقوبات . وبقطع النظر عن اللفت و الفجل و الجزر و بقطع النظر عن ادمان الهايكا لاختصاص وحيد منذ تشكلها و هو الفرجة في البرامج التلفزية و اصدار البيانات و العقوبات و الاحالات الى الفصول بعيدا عن مهمتها الجوهرية في صياغة استراتيجية مشروع اصلاح للاعلام يؤسس نهائيا لمقومات اعلام متوازن يؤلف اخلاقيا بين الحرية و المهنية المسؤولة …
بقطع النظر عن كل ذلك فان سؤالا وجوديا و قيميا عميقا يطرح نفسه في اجواء الحرية العارمة التي اطلقت الالسن و الاقلام و نقرات الاصابع على ازرار الكتابة في الاعلام التقليدي و هذا الفضاء الافتراضي الجديد ليصبح كل من اراد قاضيا و مفكرا و امام صلاح و تقوى يصدر ما شاء من احكام فكرية و اخلاقية على الناس فيقتل الحقيقة او يغتال الاشخاص معنويا امام عائلاتهم و منظوريهم دون ان يرف له جفن و على ،، المتضرر ،، اللجوء الى القضاء او الصبر الجميل او الرد على هؤلاء المجرمين العابثين بالمعرفة و اعراض الناس و الاضطرار للدخول في مماحكات مع الاغبياء و النكرات ..
ان حرية ،، الخطاب ،، التي اصبحت تمنح ،، المنصة ،، و ،، الميكرو فون ،، و ،، الكاميرا ،، للجميع ليقول كل احد كل ما اراد ..و ان هذا الفضاء الازرق الذي اتاحه زوكربارغ للجميع كي يصبح له ،، ستاتو ،، ...،، بوست ،، و ترجمتها ،، مكانة ،، ..هي معضلة فكرية و اخلاقية تتعلق بمكانة المعرفة و صرامتها و حصانة الناس في عقولهم و اعراضهم .
باسم الحرية و ،، ثورات الشباب و الحشود ،، و كسر ،، احتكار الخطاب ،، و اسقاط ،، الاستبداد ،، وهو كلام حق اسست به ،، عولمة الرثاثة ،، سلطة الميديوكريتي (التفاهة ) التي تسمح للجميع بالقول في كل شيء . مقولة اسقاط احتكار النخبة للمعرفة جعلت عاميا نكرة مدوبل في قرايتو او ناجح بالراشا او ناسخ لاطروحته الجامعية قادرا على ان يحسم في تدوينة بكلمات اربعة قضايا في العلمانية و قراءة النص الديني و تصنيف الكافر و المؤمن و حتى في قضايا المناخ و طبقة الاوزون فضلا عن قضايا الصراع الاستراتيجي في المنطقة ..و بنفس الكلمات السريعة في ،، بوست ،، او ،، تعليق ،، يمكن ان يحسم فساد هذا الشخص او ذاك و تصنيف هذه المفكرة او الاعلامية في صنف العاهرات او الراهبات ..و غالبا ما تنتهي التدوينة بعبارة ثقة العارفين : قف انتهى .
ان ،، الحرية ،، التي تنتفي فيها الحدود بين العارف و الجاهل و بين النخبة التي افنت عمرها في البحث و النوابت التي خرجت مع مطر زوكربارغ و فوضى الاعلام يمكن ان تكون مؤامرة في شكل سم في عسل اعدته قوى ذكية تريد تعميم الوعي المزيف و الكسر الشامل للقدوات و المرجعيات باسم الحق في التعبير . و الادهى و الامر ان ضحايا هذه الحرية من المهتوكين في اعراضهم او المتطاول عليهم في منجزاتهم المعرفية ليس امامهم الا السكوت حتى لا يشتهر النكرات بردودهم عليهم او الموت كمدا من فوضى الحقيقة و القيم التي يدعمها ،، انصار حق الجماهير في التعبير ،، ..
كان مالك يستفتى في ألاف المسائل و يجيب على اغلبها : لا ادري ..سبحان الله لا ادري …