معلومات للشباب قراءتها تفيد
أقدم رئيس سلطة رام الله على حل المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) في خطوة منفردة تؤكد مرة اخرى امعان هذا الرجل في محاصرة مقاومة الشعب الفلسطيني و تعميق الانقسام بين قواه الوطنية .
حتى يفهم الشباب الذي لا يعلم كثيرا تفاصيل الملف الفلسطيني معاني هذه الخطوة نذكر بأن المجلس التشريعي هو أحد مخرجات أوسلو في بناء ما يسمى بمؤسسات "السلطة الفلسطينية " . تم انتخاب هذا المجلس منذ 12 سنة و فازت فيه حماس بأغلبية مريحة في مقابل حركة فتح .
جدير بالتذكير أن أهم الفصائل الفلسطينية شاركت في هذه الانتخابات بمن فيها اليسار الفلسطيني (الجبهتان الديمقراطية بقيادة نايف حواتمة و الشعبية بقيادة خاد سعدات) في حين قاطعته شخصيات و قيادات تاريخية من فتح نفسها و أيضا حركة الجهاد الاسلامي بقيادة الدكتور عبدالله رمضان شلح و الجبهة الشعبية -القيادة العامة برئاسة أحمد جبريل .
مبررات الفصائل المقاومة الرافضة لاوسلو و التي شاركت في الانتخابات مثل حماس و الشعبية و الديمقراطية كانت تتمثل في استثمار المجلس لكبح جماح سلطة محمود عباس الذي كان يظهر عداء للمقاومة المسلحة و قد يقدم على محاصرتها خصوصا بعد حصار عرفات و رحيله وهو الذي كان يراوح بين المسار التفاوضي و غض الطرف على شغل المقاومة و الحفاظ على قواتها المسلحة تدريبا و تسليحا بين الضفة و غزة .
محمود عباس كانت تدعمه اسرائيل و القوى الغربية وهو رئيس حكومة في عهد رئيس السلطة ياسر عرفات بدعوى أن سلطة اوسلو "برلمانية" و لكنها أصبحت تدعمه وهو رئيس سلطة اثر رحيل "ابوعمار" بدعوى ان النظام السياسي رئاسي و ذلك لقطع الطريق أمام رئيس الحكومة الجديد و المكلف من المجلس التشريعي المنتخب اسماعيل هنية .
في عهد عباس أثناء مرض عرفات و بعد رحيله تجرأ الكيان على اقتحام الضفة لاعتقال قيادات النضال الفلسطيني مثل مروان البرغوثي القيادي في فتح و امين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات الذان يقبعان حتى الآن في سجون الاحتلال و في تجاوز تام حتى لاتفاقات اوسلو على علاتها .كما تجرا الكيان على اعتقال أعضاء المجلس التشريعي و رئيسه الدويك أمام أنظار ما يسمى بالامن الوقائي ان لم يكن بتنسيق منه بقيادة محمد دحلان وقتها .
رفض مخرجات الانتخابات التشريعية حينها فجر الصراع بين سلطة عباس و حماس قبل أن تتمكن حركة حماس من اعلان غزة أرضا محررة من السلطة بعد اقتحام كتائب القسام مقرات الامن الوقائي و اعلان حكومتها وفق مخرجات الانتخابات التشريعية .
الحقيقة انه بالرغم من اعتبار العديد من الملاحظين أن حماس ارتكبت خطأ بالدخول في الانتخابات و زواريب الصراع على سلطة اوسلو المنقوصة فان الايام اثبتت أن "تحرير غزة" من سلطة عباس قد مكن فصائل المقاومة من مجال حيوي للتدريب و التنظيم و على أرض غزة تطورت قدرات سرايا القدس (الجهاد) و كتائب ابوعلي مصطفى (الجبهة الشعبية) و كتائب القسام (حماس) و كتائب المقاومة الوطنية (الجبهة الديمقراطية) .
و كتائب فتح نفسها التي توزعت على (كتائب الاقصى ..كتائب احمد ابوالريش ..كتائب عبد القادر الحسيني و كتائب المجاهدين و هي كلها فصائل فتحاوية) وصولا الى كتائب جهاد جبريل (اسم الشهيد ابن أحمد جبريل ) و هي الفصيل المسلح للجبهة الشعبية القيادة العامة . بالاضافة طبعا الى اقوى الفصائل الشعبية المستقلة و غير معلومة المنشأ الحزبي الوية الناصر صلاح الدين او ما يعرف بلجان المقاومة الشعبية .
اقدام عباس على حل المجلس التشريعي و رغم عدم قيمته و تعطله محاولة لرفع غطاء بعض الشرعية الدولية على حركة حماس و هو امعان في الاستفزاز و تعميق الانقسام و افتعال المشاكل .