نواصلو اليوم مع التقرير 31 لدائرة المحاسبات، و نكملو الجزء الثّاني المتعلّقة بمهمة الرّقابة على الخطوط الجوية التّونسية، و اليوم نحكيو على صيانة الطّائرات.. و لاحظوا هوني انو كلام دائرة المحاسبات ما فيه حتى تدخّل في الأمور التقنية،هي تتحدث فقط على جانب التصرف في الصيانة بناءا على ما وجدته من مؤشرات و تقارير... و مقال اليوم و البارح، يفسرو بكل وضوح علاش التأخير و الإلغاء و التأجيل إلي صايرين في رحلات الشركة..
الخطوط الجويّة التّونسيّة، هي شركة، تملك برشا شركات صغيرة أخرى، منهم واحدة اسمها "الخطوط التّونسيّة الفنّية"، و الشركة هذي هي الي لاهية بصيانة طائرات الشّركة الأمّ، أي الخطوط الجوّية التّونسيّة... كيفاش اتّمّ العمليّة؟ فمّا اتّفاقيّة تصير ما بينات الزّوز شركات تبدا عام 2007 و تدوم 15 سنة، لكن الإتّفاقيّة هذي ما فيها حتّى بند يجبر "الخطوط التّونسيّة الفنّية" على احترام آجال الصّيانة الّي تتّفق عليها مع الخطوط الجوّية التّونسيّة…
ملاحظة أولى هوني من عند الصّفحة و موش موجودة في التّقرير: التصرّف في الشّركات التّابعة عبر توفير عقود من الشّركة الأمّ، هو استراتيجيّة متّبعة في عديد الوضعيّات عبر العالم، لكنها سلاح ذو حدّين، و تنجّم تخلّي الشركة الصغيرة في حالة تسيير رثّة و خدمات تعيسة، و تواصل رغم ذلك النشاط و الوجود خاطر السّوق ما يعاقبش فشلها الذّريع، و تبقى ديما متمعشة من الشّركة الأمّ، و لو ياقف العقد الي يربطها بالشركة الأمّ فإنّها تنهار بسرعة و تندثر خاطر حتّى حريف آخر ماهو باش يمشيلها و يقبل تعاسة خدماتها، و الوضعيّة هذي، غالبا ما تأدّي لشركات تابعة فاشلة اقتصاديّا و تقنيّا، خاطرها في وضعية غير تنافسيّة و ما فمّا شي يجبرها تصلّح تسييرها او نجاعتها..
نرجعو للتّقرير متاع دائرة المحاسبات توّا:
عام 2009، خرج مقرّر من وزير النّقل وقتها، يضع ضوابط صارمة لإعطاء المصادقة للشّركات الي تعمل صيانة الطّائرات، وعام 2016، قامت إدارة الطّيران المدني بمهمّة رقابة على شركة "الخطوط التّونسيّة الفنّية" للنّظر في المصادقة على تجديد رخصتها في صيانة الطّائرات... المهمّة هذي أفضت الى اكتشاف 59 اخلال تمّ التّنبيه ليها منذ 2014 دون ان يتمّ إصلاحها، تتعلّق بمنظومة الجودة، و التصرّف في السّلامة، و أعمال الصّيانة في القاعدة و المدرج و اعمال المخزن المركزي متاع شركة "الخطوط التّونسيّة الفنّية".. المفيد إدارة الطّيران المدني رفضت المصادقة على تجديد رخصة صيانة الطّائرات متاع شركة "الخطوط التّونسيّة الفنّية"، و الى حدود 2018 و هي تعطي فيها في ترخيصات وقتيّة تتراوح بين شهر و نصف و 6 شهور فقط لتفادي توقّف الخطوط التّونسية عن العمل... و نردّو بالنا هوني، دائرة المحاسبات، ما جابت شي من عندها، هي فقط حكات على تقرير ادارة الطّيران المدني…
نواصلو…
فمّا مركز، اسمو مركز مراقبة الصّيانة في شركة "الخطوط التّونسيّة الفنّية"، مطلوب منو يعطي معلومات يوميّا عن الجاهزيّة التّقنيّة للطّائرات، المركز هذا، ما يقومش بهذه العمليّة للطّائرات الي تطلع بين ال6 واالعشرة متاع الصباح... و النتيجة، طبعا سوء تسيير للرّحلات الصّباحية و تأخيرات و تكفّل بالمواطنين و الفوضى الي ساعة ساعة نشوفوها في المطار…
في سبتمبر من كلّ شهر، شركة الخطوط الجوّية و شركة "الخطوط التّونسيّة الفنّية" يتفاهموا على برنامج صيانة الى حدود جوان من العام الموالي... أما شركة "الخطوط التّونسيّة الفنّية" ما على بالهاش بالبرنامج، و وصلت تأخيراتها في تسليم الطّائرات بعد صيانتها 1527 يوم في 2017 و 1812 يوم في 2016، و في الفترة بين 2014 و 2017، فمّا 4 طيّارات قاعدة حابسة ما تخدمش اكثر من 300 يوم في السّنة و 5 طيّارات قاعدة حابسة ما تخدمش اكثر من 200 يوم في السّنة... و طبعا تعرفو النتيجة على انتظام الرّحلات و شنوّا يصير في المسافرين و على أعباء كراء طائرا تعويض على الشركة…
نجيو توّا لحالات التوقّف الفنّي غير المتوقّع، يعني مشكل فنّي غير متوقّع يوقّف الطّائرات عن الطّيران، هذي بلغت 412 حالة في 2017. و التوقّف هذا يشمل موش الطّائرات الي اعمارها بين 18 و 22 سنة فقط، بل أيضا الطّائرات الي اعمارها اقل من 6 سنوات، و المأساة حسب رايي، هو انّو الطّائرة A330 TSIFN الي شريناها عام 2015، توقّفت تقنيّا 14 مرّة عام 2017... و طبعا تعرفو النتيجة على انتظام الرّحلات و شنوّا يصير في المسافرين و على أعباء كراء طائرا تعويض على الشركة…
نجيو توّا للنّكتة، ماهو في كلّ تقرير لازم نلقاو الهمّ الي يضحّك... الطّائرة TSIOK مشات للصّيانة نهار 24 جانفي 2017، على أساس باش تقعد 66 يوم... قعدت غادي 309 ايّام و ما وفات الصّيانة الّا في 28 نوفمبر 2017... برّا نقولو الصّيانة بطات موش مشكل، نهار 5 ديسمبر 2017، كان متوقّع باش تصير الرّحلة التّجريبيّة متاعها بعد الصّيانة، و الرّحلة التّجريبيّة هذي ما صارتش خاطر الفنّي متاع شركة "الخطوط التّونسيّة الفنّية" ما جاش.. و علاش ما جاش؟ خاطر النقابة تحبّ تعمل ضغط على الإدارة العامّة للحصول على منحة... و قعدت الطّيّارة حابسة الى يوم 12 جانفي 2018... و بالطبيعة كي تحبس طيّارات برشا يكثر الدّهك على طيّارات أخرى الى ان يجي وقت لازمها تاقف للصّيانة...
بعد الثّورة، رفض عمّال الصّيانة بشركة "الخطوط التّونسيّة الفنّية" القيام بساعات إضافية (و هذا حقهم حسب رايي) و رفضو أيضا انّو العمل يصير بنظام الثلاثة حصص، و هذا ادّى انّو التزويد بقطع الغيار من المخزن، ياقف بعد العشرة متاع اللّيل و ياقف في عطلة نهاية الأسبوع…
الدّائرة تقلنا زادة انّو توتّر العلاقة بين الفنّيّين و الطّيّارين، خلى الفنّيّين يرفضو 8 مرّات التنقّل للخارج للطّائرات المعطّلة هناك، و هذا خلّى الطّائرات تقعد عالقة في الخارج بين 27 ساعة و 8 أيام…
المفيد، بسبب مشاكل الصّيانة في الفترة بين 2014 و 2017، الشركة رسّاتلها تكري طيّارات بقيمة 26 مليون دينار…
نرجعو لكلام الصفحة: توا تصورو شركة الخطوط التونسية الفنية تعمل الاخلالات هذي مع شركات نقل جوي اخرى؟نأكدلكم راهي افلست عندها سنين خاطر ماعاد باش يجيها حد…
نرجعو لتقرير الدائرة و نجيو أخيرا للتصرّف في المخزون
الشركة عندها زوز طرق للتّزوّد بقطع الغيار، واحدة استعجاليّة للطّائرات المتوقّفة، و واحدة عاديّة، و طبعا أي حاجة تشريها بزربة تتكلّفلك اغلى في بعض الحالات بـ7 مرّات... المشكل انّو الشّراءات الاستعجاليّة هذي كانت تمثّل قريب 17% من جملة الشّراءات عام 2012، و بلغت 49% عام 2017، و نخلّيكم تتخيلوا الأثر على الكلفة بالنّسبة للشّركة... و بين 2014 و 2017، الشركة شرات بطريقة استعجاليّة (يعني اغلى و يعني حاجة استعجاليّة) قطع بقيمة 2,4 مليون دينار... القطع هذي مازالت في المخزن الى حدود جانفي 2018، يعني استعجاليّة هذي ما فمّاش منها…
أحيانا يقع الّجوء الى نزع قطع غيار في طائرات متوقفة و تركيبها في طائرات أخرى (إجراء استثنائي لكنّو يصير و موش غالط حسب المعايير العالمية) ... الدّائرة تقول انّو فمّا 22 قطعة تمّ نزعها من طائرات دون تركيبها بطائرات أخرى و دون توفّر معلومات حول مآلها، و الدّائرة تقول زادا انّو فمّا 658 معدّات تمّ ارسالها الى مختصّين في الصّيانة، و ما فمّا شي يثبت انّو تمّ استرجاعها..
التصرّف في الأعطال في طائرات الخطوط الجوّية التّونسيّة…
الأعطال اكثر نقطة كثر عليها الحديث من طرف الصّحافة و الرّأي العام في الويكاند، و بالطبيعة النّاس خافت، و بالطبيعة أيضا، خرجت برشا ناس تتّهم في قضاة الدّائرة انهم ما يفهموش و يحكيو على موضوع يتجاوزهم، و كان اهمّ عذر هو انّو عادي، و مقبول ضمن كلّ المعايير الدّوليّة، انّو طائرات تخرج بعدّة أعطال صغيرة و خاصّة بأعطال ما عندهاش ريسك انّها تتفاعل مع بعضها و تأدّي لكارثة لا قدّر اللّه....
المأساة هوني، انّو الإتّهام لقضاة الدّائرة هو اتّهام أحمق، خاطر في الصّفحة 502 و في الفقرة المتعلّقة بسلامة الطّائرات، الدّائرة كتبت فقرة توضيحيّة طويلة و عريضة تفسّر فيها كيفاش انّو عادي، و مقبول ضمن كلّ المعايير الدّوليّة، انّو طائرات تخرج بعدّة أعطال صغيرة و خاصّة بأعطال ما عندهاش ريسك انّها تتفاعل مع بعضها و تأدّي لكارثة لا قدّر اللّه....
يعني اذا الصّحافة و المواقع انترنات تعدّات للحديث على الأعطال و حبّت تعمل البوز ماغير ما تقرا او ماغير ما تحكي على باقي كلام القضاة الي يوضّح انّو العمليّة تصير و موجودة في المعايير الدّوليّة، شنوّا ذنب قضاة الدّائرة ؟؟؟؟ و الّا هي فرصة لضرب آخر هيكل يفضح الفساد العمومي؟؟؟
آي نعم يا سيدي، الدّائرة وضحت الحكاية قبل ما تحكي على الأعطال، و هذا ما منعهاش و ما يلزموش يمنعها انّها تحذّر من تفاقم الأعطال الصغيرة حتى لو كانت دون اثر على سلامة الرّحلة... مالا شنوّا؟ تحبّوهم يسكتوا و برّ اكّاكة بر ما يهمّش؟؟؟ لا يا سيدي من واجبهم ينبهو الرأي العام و المسؤولين بتفاقم هالأعطال الصّغيرة من 872 عطل في 2015 الى 1063 عطل الى حدود نوفمبر 2017.. و بعد هذا و دونو، قضاة الدّائرة ما تجلطمو على حتّى جانب تقني، فقط قيموا المعطيات و الأرقام الّي قدّامهم، و نزيدكم زيادة تأكيدا لموقف الدّائرة، في الخطوط الجوّية بيدها، المسؤولين على قطاعي طائرات بووينغ 737 و أ320، بعثو للمدير العام متاع الشركة، مراسلة ممضاة من طرفهم الإثنين بخصوص تدهور القيمة التّقنية للطّائرات و الي تسبّبت في تأخير كبير للرّحلات و تدنّي لمستوى السّلامة…
فهموني يا متعلّمين يا بتوع المدارس؟ فين تشوفو في تجلطيم من طرف قضاة الدّائرة على المجال التّقني؟؟؟؟
سيبوها دائرة المحاسبات و سيبو قضاتها، هم ليسوا مسؤولين عمّا يختار الإعلام او الفايسبوك انتقاءه من تقاريرها... و يا توانسة، يا راي عام، دائرة المحاسبات هي آخر هيكل قعد يقول في إلي يراه ما غير ما يخاف لا من السلطة لا من الأحزاب لا من النقابات، لذا تأكدوا انو فما شكون باش يهاجمها بطريقة أو بأخرى..
كمّلنا مع تقرير الدّائرة حول مهمّة الرّقابة على الخطوط الجوّية التّونسيّة، انتظرونا في البقيّة…